حسب الفيديو الذي نشرته صحيفة المرصد مؤخّراً، تلقّى وزير البترول الأسبق -علي النعيمي- لقاح كورونا، فداعب إحدى المُمرّضات قائلاً: «أين العروس؟»، فأجابته على الفور: «وظِّفْني في أرامكو وسأُحْضِرُ لك العروس»!.

وهذه الإجابة تُعتبر من وجهة نظري نتيجة لاستبيان كبير فيما لو أُجْرِي بين شبابنا وشابّاتنا عن الجهة الأكثر طلباً والأكثر تمنّياً للتوظّف لديها، وهي نتيجة طبيعية لأنّ شركة أرامكو قد تكون أغنى شركة في العالم بأصولها الضخمة وكونها المسئولة عن إنتاج الذهب الأسود الذي لم يجد العالم حتّى الآن بديلاً له كمُحرِّك للطاقة العالمية، فضلاً عمّا تُقدّمه أرامكو لموظّفيها من حوافز في كلّ الأصعدة مقابل حصولها الأكيد منهم على العمل المُضاعف الذي يصل لدرجة المشقّة حسب أسلوب الشركات الأمريكية الناجحة في العمل والإنتاج.

ومُذّ مشاهدتي للفيديو وأنا أسأل نفسي عن الجهة الوطنية الأخرى التي يمكن أنّ تنافس أرامكو في جماهيرية الرغبة بالتوظّف لديها؟، فهل تساءلتم أنتم كذلك؟.

أعتقد أنّ هناك جهات عديدة مؤهّلة لذلك، غير أنّ أبرزها المؤسّسة العامّة لتحلية المياه المالحة «SWCC»، وهي جهة بأهمية أرامكو، وقد تتفوّق عليها لأنّ أرامكو تستخرج ثروة من جوف الأرض وتبيعها للإنفاق على تنمية الوطن، وثروتها قادمة على النضوب في المستقبل، عساه يكون بعيداً، بينما التحلية تُحوّل ثروة مياه البحر التي لا تنضب إلى مياه مُحلّاة هي سرّ حياة كلّ ذي روح، ولو توظّف فيها شخص وهو يحتسب أجر السُقيا عند الله مقابل كلّ قطرة ماء تُنتجها فتخيّلوا مضاعفة سنابل الأجر بمشيئة الله حتّى تصبح أشجاراً لا مُنتهى لها.

وبحُكْم اطّلاعي على ما تُنجزه التحلية، خصوصاً في ظلّ إدارة معالي محافظها الحالي، الشاب النشط، والاقتصادي القدير، المهندس عبدالله العبدالكريم، من محطّات تحلية كثيرة وجديدة، ومثلها خطوط أنابيب تخترق الصحاري الرملية والجبال الوعرة، لإنتاج المياه المُحلّاة والكهرباء، في عشرات المواقع الدانية والنائية على البحر الأحمر والخليج العربي، وتُحوِّلهما هنيئاً ورغداً إلى شركتي المياه والكهرباء بأسعار غير ربحية وبعيدة أجل السداد، فتُوزّعهما الشركتان بالأسعار الأعلى التي تُقرّرانها، فضلاً عن حُسْن صيانة المؤسّسة وتشغيلها للمحطّات والخطوط القديمة، حتّى يظنّ الخبير المتمرّس في أنظمة المياه أنّها جديدة، واختراعها للعديد من التقنيات التي تُقلّل تكلفة الإنتاج على أيدي باحثين ومهندسين سعوديين.

وما أستغربه هو عدم تحويل مؤسّسة التحلية لوزارة رئيسة، أو خصخصتها النموذجية لتكون شركة عملاقة أخرى مثل أرامكو، وهي تستحقّ ذلك لأهميتها المُطلقة، وهي سادنة سُقيا الوطن، وما من بيت شعرٍ ولا وبرٍ ولا مدرٍ فيه إلّا وسقته التحلية، وهي الجندي المجهول لحماية الأمن المائي في ربوع الوطن.

وعمّا قريب قد نسمع بحول الله عبارة «وظِّفْني في التحلية»، من شاب طموح أو شابّة شجاعة كما سمعناها عن أرامكو!.

هذا من فضل الله على الوطن.