الأستاذ (عمرو موسى)، وزير الخارجية المصري الأسبق الأمين العام السادس الأسبق للجامعة العربية، كان من دون شك من أفضل وأجرأ من تولوا هذين المنصبين المهمين، وفي أخطر المراحل المفصلية.
الواقع أنه ليس لي شرف معرفته، غير أنني أزعم أنني تابعت إنجازاته بقدر الإمكان، وقرأت مذكراته التي أصدرها في جزأين تحت عنوان: (كتابيَه).
وفوجئت أنه مر بتجربة (كورونا)، وتحدث عنها في هذه الجريدة، وأعجبتني نظرته الإنسانية لتلك الجائحة، وأقتطف لكم جزءاً مما قاله عنها:
لقد كنت واحداً من عشرات الملايين من إخوة الإنسانية الذين أصابهم (كورونا)، ليذكرني هذا الفيروس القاتل بأن كل فرد في قريتنا الكونية يمكن أن يكون ضحية لأوبئتها وتحدياتها العمومية، وهو الأمر الذي كرس إيماني العميق بأن مصيرنا واحد، وأننا جميعاً مشتركون في إمكانية مقابلة الخطر، وأننا جميعاً معنيون - كل حسب موقعه وقدرته وحجم إسهامه - بالعمل على تعزيز لحمتنا وتطوير أدواتنا إذا أردنا السلامة والازدهار.
وخلص إلى هذه النتيجة، قائلاً إنه لا يمكن للعالم أن يتعامل مع المخاطر الجديدة التي تتزايد وتتنوع يوماً بعد يوم بالآليات ذاتها التي انتظم في سياقها التنظيم الدولي منذ منتصف القرن الماضي، فثمة ضرورة ملحة لإحداث آليات جديدة.
***
رحم الله نوري السعيد، الذي كان رئيس وزراء العراق في العهد الملكي، واشتهر بروح النكتة والصراحة المطلقة. يقال إنه حدث أن زار الحلة في عام 1958، فأقام له المحافظ حفلاً ترحيبياً، وألقى نوري كلمة بيّن فيها أهمية الحلة، ومركزها السياحي في العراق، ومستقبلها المشرق.
وفي ختام مداخلات بعضهم، وجه لهم هذا السؤال بصيغة المزاح:
أنا أتساءل دوماً: لماذا يهتف العراقيون ضدي: نوري السعيد (القندرة) - يعني الحذاء - وصالح جبر قيطانها - أي رباطها.
فانبرى له أحد الجالسين، قائلاً: العفو يا باشا، نحن نقول: نوري السعيد باقة ورد وصالح جبر ريحانها، فرد عليه وهو يضحك: لا، لا أنتم تقولون الأولى، ولكنني أنصحكم: حافظوا على هذه القندرة لأنها إذا راحت، رجليكم راح تغرق بالدم - انتهى.
وها أنتم تشاهدون العراق اليوم وهو يغرق في (ورود ورياحين) الحشد الشعبي وأمثاله من أذناب إيران.
***
- سؤال: هل صحيح أن الرجال تعلموا بالاختيار أن المرأة هي كالنار، تدفئ من بعيد وتحرق من قريب؟!
- جواب: لا، لا طبعاً لم يتعلموا (!!)، واسألوني أنا، فما أكثر الرجال المحترقة جلودهم، بل وحتى قلوبهم.
ولكن بيني وبينكم (يستاهلون) أكثر.