جاءت قمة قابوس وجابر، التي عقدت في محافظة العلا، مؤكدة الروح التي تتمتع بها هذه المنطقة وعمق العلاقات والأواصر التي تجمع شعوبها، فهم من أرض واحدة وتجمعهم العادات والتقاليد والتراث، والخلق العربي الأصيل الذي تجلى في استقبال القادة من قبل ولي العهد، حيث ارتسمت الابتسامات واجتمعت القلوب وانطلق الأشقاء مرة أخرى متعانقين، هدفهم تحقيق آمال وتوقعات كل من يعيش على هذه الأرض ويعرف أهلها وتاريخها وبساطة العلاقات التي تنتهي إلى العناق واسترجاع الجوامع ورفض كل من يحاول التشكيك أو إثارة الفتنة.
هذه القمة، التي حفلت بكثير من المفاجآت، أكدت أن الشعوب في قلوب القادة. أكدت أن الخلاف مهما استمر، فلن يكون أرسخ من شموخ نفوس أهل الخليج. يتغير الزمان والأمكنة وتبقى القيم والمبادئ التي جمعتنا لتضمن لنا مزيدا من التآخي والمودة. لعل هذه المرحلة الحرجة أعطت الجميع مزيدا من الفهم للواقع العالمي وما يمكن أن يسيء لمجتمعاتنا وهي تحاول أن تخترق المعوقات التي تحاول أن تنال من طموح وتسارع الانطلاقة الكبرى التي نشهد بداياتها ونتمنى أن يستفيد منها الجميع.
خرجت القمة بقرارات أكدت أن الجسد الخليجي سيكون أكثر تلاحما وحميمية، وأن المستقبل الذي تريده هذه الدول لأبنائها هو المستقبل الذي ينشر الخير والنماء والرفاهية الاجتماعية والاقتصادية والمعرفية.
فتح الأسواق والسماح للمواطنين بالعمل والاستثمار، يجعل المستقبل أكثر إشراقا، وسيؤدي - بطبيعة الحال - إلى دعم جذب رؤوس الأموال التي تبحث عن الملاذ الآمن. هنا - في الخليج - يترسخ الأمن الفكري والمجتمعي، وتتوافر كل محفزات النشاط الاقتصادي المتفاعل مع أحدث متطلبات العصر، وليس غريبا أن نشاهد تقدم هذه الدول مجتمعة في مجالات التقنية والطاقة وهي تنافس أعتى وأقدم اقتصادات العالم. نشاهد اليوم مزيدا من الفرص الاستثمارية التي لم يكن كثيرون يؤمنون أو حتى يحلمون بوجود ما يدعمها في البيئة الاقتصادية والتنظيمية الخليجية.
نشاهد اليوم التقدم في المجال الصحي والبحثي، الذي يتوازى معه تقدم سريع في المجال الأكاديمي، لتتنافس الجامعات العالمية في فتح فروع لها في المنطقة، مدعومة بأنشطة ذات قيمة مضافة تضمن الاستدامة وتدعم البقاء والنمو. تقف دول الخليج اليوم في مصاف الدول التي تنفق على البحث العلمي بسخاء، وتكافئ العلماء، وتدعم البحوث في جامعاتها ومراكزها العلمية والبحثية، ليكون عام 2021 بداية المستقبل الواعد.