الفنُّ بمجملِه هو المكان الوحيد الذي أحتاج الهروب إليه، بعد أن أكون قد عايشت أياماً عصيبة من فوضى وصراع بين القيم العليا والدنيا، ومحاولة حاسمة للانفلات من الأضواء والشوارع، لذا، كان الحل أن أكون شاهدة لا مشاركة.

وجاءت اللحظة التي تابعت فيها مسلسلاً سعوديّاً يُعرض عبر منصة تلفزيونية باشتراك شهري، بدا العنوان مثيراً للدهشة وبعد ذلك بدأت الحلقات تأخذ منحى آخر تماماً، منحى لم يألفه الشارع السعودي ولا حتى الخليجي.

باختصار، المسلسل هو «ضحايا حلال» يتحدث عن سيدة تستضيف عدداً من الفتيات في بيتها، وتقوم على تزويجهن في كل مرة، من رجل يريد زواجاً قصيراً على أن تتقاسم مع الفتاة المبلغ، حتى جاء اليوم الذي جاء إلى بيت أم نورة رجل يريد أن يزوج ابنه ذا الخمسة عشر عاماً، من واحدة من الفتيات اللواتي يملأن بيت أم نورة، والسبب أنه وقع على ابنه وهو يشاهد أفلاماً إباحية، ففقست في ذهن الأب الخائف على شرف ابنه وفكره بأن يقوم بتزويجه من إحدى الفتيات لدى هذه السيدة، وفعلاً تزوج محمد الطالب في المتوسطة من سيدة بعمر أمه، وظهرت مشاهد صادمة بين الصبي، والفتاة التي باتت زوجته، سواء في الحوار أو اللمسات والهمسات.

هاجم المغرِّدون ومعظم منصات التواصل الاجتماعي المُسلسل، فتوقف عن البث، وفي حيثيات دفاعهم المستميت من أجل إيقاف «المسخرة»، أنه يجب احترام الأطفال، وعدم استغلالهم لتحقيق مكاسب مادية من خلال مسلسلات لا تملك أهدافاً أو رؤى مستقبلية.

السؤال الذي يرن في رأسي: هل قرأت أسرة الطفل النَّص قبل أن تجعله يواجه الكاميرا، ويواجه كل هذا الانتقاد الجارف؟