كثيرون تشككوا في حدوث تواطؤ من داخل مبنى الكابيتول (مقر الكونجرس الأمريكي) -وتحديدا من الحزب الديمقراطي- لتسهيل أعمال الشغب والمهاجمين المؤيدين للرئيس ترامب لاقتحام المبنى في أحداث 6 يناير الجاري, وذلك بقصد توريط ترامب أكثر بالهجوم على المؤسسة الديمقراطية, ومحاولته الانقلاب على نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة, والتي وصفها ترامب أكثر من مرة بأنها كانت «مزورة», والشكوك بهذا التواطؤ الخفي من قِبل الحزب الديمقراطي في تسهيل عملية الاقتحام أثارها استغراب الكثيرين عدم قيام حراس المبنى وقوات الأمن بمقاومة حقيقية لمنع عملية الاقتحام لمبنى الكونجرس، وذلك بغرض توريط ترامب أكثر في الاقتحام.

وسواء صدقت هذه الشكوك أو لم تصدق, فإن هذا يعني أن السيناريو الكارثي الذي صنعه الرئيس السابق أوباما عام 2011 بإسقاط الأنظمة والحكومات -وخصوصا في الوطن العربي- من خلال إثارة الفتن والمظاهرات المفتعلة واقتحام الفوضويين لمقار حكومية ومستشفيات ومكتبات ومتاحف ومداهمة سجون وإطلاق سراح المجرمين.. هذا السيناريو المدمر للحضارة الذي صنعه أوباما عام 2011 في المنطقة العربية يحدث الآن في أمريكا نفسها, ليس في واشنطن فقط, بل ستشاهدونه كثيرا في مدن أمريكية أخرى.

منذ يومين شاهدت فيديو تظهر فيه فتاة أمريكية تتحدث, وفي خلفية صورتها شريط اقتحام المهاجمين لمبنى الكابيتول وتكسير الأبواب والنوافذ وإتلاف المكاتب.. وهي تقول: «هذا الذي تشاهدونه الآن هو ما كانت تفعله أمريكا في دول كثيرة في العالم», وعددت بعض هذه الدول, من بينها العراق وفنزويلا وأفغانستان.. ويمكنني أن أضيف إلى معلوماتها ما فعلته أمريكا عام 2011 في البحرين ومصر واليمن وليبيا والمغرب وتونس وسوريا.. وقبل ذلك في العراق عام 2003.

وحتى نكون أكثر وضوحا.. هذا ما فعله الحزب الديمقراطي حينما كان يحكم من خلال أوباما عام 2011.. وإذا كان المقتحمون لمبنى الكابيتول 6 يناير الجاري محسوبين على الرئيس ترامب والحزب الجمهوري فإن هذا لا يعني أن أيدي الديمقراطيين نظيفه داخل أمريكا, فهم كانوا من أكثر المحرضين على العنف والتخريب وتأجيج الصراع بين الناس في الشوارع خلال العام الماضي ضمن ما سمي حركة «حياة السود مهمة». أوباما نفسه أدلى بتصريحات مؤججة للصراع في الشارع آنذاك.. واليسار الليبرالي والاشتراكي في الحزب الديمقراطي سوف يدفع للقيام بالعنف والصدام في الشارع بين المؤيدين للديمقراطيين ضد جمهور ترامب والحزب الجمهوري.. لأن هذا اليسار الاشتراكي في الحزب تقوم ثقافته وسياسته على هدم كل شيء موجود في الحاضر, وبناء شيء آخر جديد محله, حتى ولو كان ثمن ذلك موت الآلاف من البشر وتشريدهم!