بات من نافلة القول أن العصر الحديث وما نعيشه من ثورة تقنية واتصالية غير مسبوقة حملت معها أشكالاً جديدة من العنف والتنمر والقسوة التي يمارسها البعض ضد الآخرين ظلماً وعدواناً، أقول إن هناك ممارسات وأدوات جديدة دخلت مع هذه الثورة المعلوماتية، وتماماً كما تطورت طرق التلقي والتعليم والسعي نحو المعرفة، تطورت تبعاً لها طرق من الابتزاز والقسوة والعنف والتنمر.

وقد توقف عند هذه الظاهرة الكثير من العلماء، سواء أكانوا متخصصين في مجال الحواسيب والأنظمة الإلكترونية والمبرمجين أو في مجال العلوم الإنسانية مثل التربية والقانون ونحوهما، توقفوا عند الكثير من الحوادث والمواقف التي تعرّض فيها الآخرون لظلم فادح وواضح. وتبعاً لهذا الاهتمام صدرت الكثير من البحوث والدراسات، بل سنّت قوانين وأنظمة تحاول اللحاق بهذه الحمى الحديثة.

الذي أريد الوصول له من خلال هذه الكلمات، القول لا تعتقد بأن نفسك في معزل عن التعرض للظلم الإلكتروني، أو أنك محمي من التعرض للتنمر والقسوة دون سبب، لأن هناك أرقاماً تفصح عن معدلات عالية تعرَّض خلالها الكثير من الناس للتحرش اللفظي أو البصري خلال استخدام شبكة الإنترنت، أو في مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن هذا، هناك الكثيرون جداً تعرضوا إما لاختراق حواسيبهم أو هواتفهم الجوالة، أو أن المعلومات الخاصة التي تم بثها تم استغلالها وتشويهها.

ولا تنسَ تلك الفئات التي تعرضت للابتزاز بسبب صورة أو مقطع فيديو، ولعل أكبر ما نلاحظه هو نشر الأكاذيب والشائعات. لعل النتيجة التي قد تفيدنا أولاً توقع التنمر والظلم والتعسف ضدك إلكترونياً، أما ثانياً زد معارفك ومعلوماتك لتجنب الوقوع في شراك هؤلاء المتنمرين واستخدم أدوات الحماية، وأخيراً حصّن نفسك وقلبك واحمِ مشاعرك وأحاسيسك من التأثر أو من ردة الفعل العاطفية عندما تتعرض لأي سوء.. هي نصيحة من القلب للجميع.