باستثناء وفـاة والدك المليونير بطريقة مفاجئة، لا يوجد شيء يدعى ثروة مفاجئة.. حتى تذاكر اليانصيب المخادعة، يـقـل احتمال فوزك بها عـن إصابتك بصاعقة رعـدية.. مرتين في اليوم.
البناء التقليدي للثروة يـبدأ بـالادخار، ثم الاستثمار، ثم استثمار الأرباح بطريقة مركبة فوق رأس المال - طبعا مع شيء من الحظ والتواجد في الظروف المناسبة.
وهذا يعني أن بناء الثروة "حتى مع الحظ والظروف المناسبة" يستغرق وقــتا طويلا.. يتراكم طبقة فوقف أخرى بحيث "في حال بدأت في سن الشباب" لـن تصبح ثريا قـبل سـن الـ40. لهذا السبب، أنصح "الموظفين في الأرض" بالتفكير في مصيرهم، ليس في سن الشباب، بــل في سن التقاعد وصعوبة عيشهم بالمستوى نفسه - خصوصا بعد 40 عاما من التضخم وتآكل المدخرات.
في الدول المتقدمة توجد "صناديق تقاعد مستقلة" هدفها صنع ثروة مناسبة لمن يصلون لسن التقاعد.. أما في مجتمعنا المحلي، فالشائع هـو التفكير في الثروة دون عمل شيء أصلا.. والأسوأ من هذا، أنك حين تحدث أحدهم عن أهمية الاستثمار "لـ20 أو 30 عاما" يستكثر المشوار - ويخبرك صراحة بأنه طريق طويل لن يسير فيه من الآن!
لا أعلم كم وصل عمرك اليوم، لكن أن تبدأ متأخرا خيرا من أن لا تبدأ أبدا.. هذه هي "فرصتك الثانية" قــبل أن تصل إلى ســن يصعب فيه الرجوع إلى الخلف.. لا يوجد أبدا سـن متأخرة للاستثمار "حتى لو بـ500 ريـال شهريا تشتري بها بضعة أسهم"، لأن الانتظار لعام إضافي يخفض من أرباحك المركبة بعـد سن التقاعد. أما في حال اقتربت أصلا من سن التقاعد، فــلا يجب أن تنسى أعضاء أسرتك ومن سيعيشون من بعدك.
هــذه هي "فرصتك الثالثة" حتى لو اشتعل الرأس شيبا وبدأت ترى ملامح والدك في المرآة.. لا يجب أن تنسى الاستثمار لمصلحة أطفالك، لأن العمر لا يزال أمامهم طويلا - ولا تريد أن يتكرر الخطأ نفسه معهم.
لا تعتذر بقلة الراتب في أي مرحلة من حـياتك، فجميعنا يـعرف أنه يتبخر قبل منتصف الشهر.. ولكن، قبل أن يحدث هذا، خصص فـور تسلمه جـزءا منه لشراء أسهم قيادية أو وحدات استثمارية ناجحة.. لا تحتاج إلى مبلغ كبير لـتطبيق الفكرة، كونك لا تعـلم كم ستعيش - وكون ابنك الصغير يملك أعواما طويلة قبل أن يحتاج إلى المال.
"فرصتك الثالثة" هي الفترة التي يكبر فيها أبناؤك، ولا توجد فرصة رابعـة بعـدها.. إن فـاتت عليك هذه المرة أيضا سـتصل إلى سن التقاعد، ليس فقط براتب يقـل عن راتبك السابق، بــل وبـأبـناء تعجز عن مساعدتهم في سن الشباب.