لا تسمح الكارثة الوبائية التي تضرب #لبنان باشد عصفها الآن بغير التطلع الى الآليات المتبعة لتأمين وصول اللقاحات الى اللبنانيين وبدء وضع حد للانتشار الوبائي بما يحول دون مجتمع مريض بأكثريته. ولكن انتظار الترياق اللقاحي الذي سيأتي متأخرا جدا عن سائر دول وبلدان المنطقة بفضل الإدارة اللبنانية “المتبصرة والرشيدة” لا يجوز ان يحجب حقيقة صارت متفجرة وهي مسؤولية عدم التسامح في أي لحظة مع سلطة ارتكبت فعلا متعمدا هو اقرب الى مجزرة جماعية في حق اللبنانيين وليس اقل من ذلك. هذا الجاري الذي تنقله شاشات المحطات التلفزيونية من مداخل المستشفيات وأقسام الطوارئ فيها والذي يشكل الامتهان الأقسى لكرامة الانسان في لبنان لا يعقل ان يمر عبر تدمير مشاعر الناس واثارة الشفقة والرعب على اللبنانيين وتحطيم آخر ما تبقى فيهم من بقايا أمل بتجاوز هذه الكارثة الى زمن آخر طبيعي عائد لا محال بعد الجائحة. هذه المجزرة لا يمكن أسوأ سلطة فاشلة عرفها العالم وتقيم على المصير الحالك للبنان اليوم ان تتشدق بتبريرها بان اقوى حكومات العالم عجزت امام كورونا وبان النموذج اللبناني لا يختلف عن النموذج الإيطالي او الإسباني او الأميركي، بما يعني تقليل المسؤولية التاريخية القاتلة التي تتحملها الإدارة السلطوية برمتها عن المجزرة الإنسانية التي يشهدها لبنان في يومياته الصادمة. لم يعرف العالم سلطة تنقسم هكذا بين بعض تخاله مغيبا بكوما وغيبوبة تامة، وبعض يتغرغر بكلام خشبي لا يقوى الناس على تحمل برودته وسخافته القاتلة، وبعض نادر يتخبط خبط الفاشلين في كل ما يقوم به بتأخير مخيف. ترى الم يبق أمامنا سوى الهرب الى الماورائيات والغيبيات على غرار المعتقدات الشعبية التي تغص بها وسائل التواصل الاجتماعي عاكسة الانهيار غير المسبوق لمجتمع وبلد كانا يشكلان يوما قبلة ابداع وازدهار ومقصدا بل حلما لسائر شعوب المنطقة؟ اترانا امام لعنة هبطت على لبنان ولم تعد تتزحزح عن صدور اللبنانيين أولا عبر سلطة من هذا الخليط الكيميائي النادر الذي يجمع أسوأ العينات والطينات قاطبة لحكام ومسؤولين لا يزالون يملكون وقاحة خيالية في البقاء والتفرج على ما جنته أيديهم القاحلة وعقولهم المريضة على اللبنانيين؟ هل يدرك هؤلاء ان مجريات الكارثة الوبائية مضافا اليها مآثر إفقار اللبنانيين وسرقة مدخراتهم وودائعهم وجنى أعمارهم مضافا اليها إدبار العالم عن دعم الاقتصاد اللبناني ومنع انهياره بفعل أسره وارتهانه إقليميا على يد الحكم وتحالفاته، ان كل هذا لا يقل في التوصيف الموضوعي عن حرب مخططة مرتكبة في حق اللبنانيين اين منها حروب الاحتلالات والاجتياحات؟ اترانا امام سلطة تنتقم من ثورة فشلت في التغيير السياسي الجذري ام سلطة تنفجر بأسوأ إخفاقاتها؟ وأي مسؤولية أفظع من منع تغيير حكومة بالتعطيل الانقلابي المتعمد الفاقد أي مشروعية فيما تتهدد الجائحة لبنان بمصير لا يقل قتامة عن مشهد مئات المرضى المتراصفين عند أبواب المستشفيات ؟ لقد شكلت جائحة كورونا الاختبار الأسوأ لحكومات معظم الدول رغم امتلاك معظمها قدرات لا تقارن بها قدرات لبنان، فكيف بنا وقد ابتلي لبنان بالقدرين القاتلين معا: أسوأ السلطات اطلاقا، وأسوأ فشل لشعب في اقتلاع سلطة تراكمت جرائمها في حقه الى حدود التحالف مع #الوباء!