تشهد المملكة مسيرة حافلة بالمهام والمشاريع، التي تهدف للوصول إلى تعزيز مكانة المملكة باعتبارها وجهة سياحية عالمية. المنجزات على الأرض يمكن رصدها بسهولة، مشاريع ضخمة في نيوم وأمالا والقدية وبوابة الدرعية وجدة تاون. بعض هذه المشاريع الضخمة سينطلق خلال عام 2023. فضلا عن العمل الدؤوب الذي تبذله وزارة السياحة والمنظومة التابعة لها على تطوير الوجهات السياحية في مختلف أرجاء المملكة، وفقا لاستراتيجية التنمية السياحية للأعوام العشرة المقبلة. ومن هنا يمكن النظر أيضا إلى إعلان صندوق الاستثمارات العامة الأسبوع الماضي، تدشين شركة "كروز السعودية" التي تهدف لتأسيس قطاع الرحلات البحرية السياحية في المملكة.
أبرز رسائل صندوق الاستثمارات العامة فيما يخص هذا العمل تتمثل في "توفير تجربة استثنائية" للسياح. هذا في الحقيقة هو عنوان السياحة في المملكة وفقا لتطلعات ولي العهد الذي يتحدث عن هذا الأمر بشكل مستمر. في عام 2025 سيصل الناتج المحلي غير النفطي لبلادنا نحو 1.2 تريليون ريال. هذا الأمر يقابله عمل ضخم تبذله جهات عدة في مقدمتها وزارة السياحة والمنظومة التابعة لها. لقد كانت تجربة صيف السعودية خلال العام الماضي، والشتاء حولك - المستمر حاليا - من التجارب المميزة. وقد أسهمت هذه المبادرات ولا تزال في تحريك الاقتصادات المرتبطة بالسياحة، وتقليص آثار الجائحة على القطاع.
وقبل بضعة أيام أفصحت الهيئة الملكية لمحافظة العلا عن مساعيها لوضع العلا ضمن خطط السياح المحليين والخليجيين هذا العام. ومن أجل ذلك جاءت اتفاقيتها مع الخطوط السعودية ضمن حملتها التي تمتد حتى نيسان (أبريل) تحت شعار "أعظم تحفة عرفها الزمن".
وسيسهم ناقلنا الوطني الخطوط السعودية بتنظيم ثماني رحلات أسبوعية حاليا من جدة والدمام والرياض صوب العلا، وهذه قفزة كبيرة مقارنة بواقع الرحلات للعلا قبل إنشاء الهيئة. كل هذه الجهود تثري مستهدفات "الرؤية" فيما يخص القطاعات الواعدة والسياحة في مقدمتها.