أعلنت خلال الفترة السابقة عن اكتشاف اسم جديد لملكة لم تكن معروفة من قبل وهي الملكة «نيت» والتي كانت زوجة وابنة الملك «تتي» أول ملوك الأسرة 6 في الدولة القديمة، أي يصل عمرها إلى نحو 4200 سنة. وقد أظهر لنا هذا الكشف عن أن هذه أول مرة يتم زواج الأب من ابنته، وهي عادة كانت منتشرة فقط خلال الدولة الحديثة، فلدينا العديد من الأمثلة على هذا الأمر مثل زواج الملك رمسيس الثاني من ابنته مريت آمون، أي المحبوبة من المعبود آمون. وكان الملوك في مصر القديمة فقط هم الذين يتزوجون من الابنة أو الأخت لأنه يعدّون أنفسهم في مصافّ المعبودات، في تقليد لما قام به المعبود أوزوريس من التزوج من أخته الربّة إيزيس، ولم تكن تلك العادة شائعة بين عامة الشعب أو الموظفين أو الأمراء على الإطلاق.
أما قصة كشف اسم هذه الملكة فيعود إلى عام 2010، حيث قمت بالحفر إلى جوار هرم الملك «تتي» وعثرتُ على هرم صغير كان طوله نحو 15 متراً، ودخلت حجرة الدفن فوجدتُ داخلها تابوتاً من الجرانيت يصل وزن غطائه إلى نحو 5 أطنان. وتم البدء في وضع براطيم خشبية أسفل الغطاء حتى استطعنا أن نفتح التابوت، وكانت المفاجأة هي العثور على بقايا مومياء الملكة وبعض القطع الأثرية المهمة لأن اللصوص استطاعوا عمل ثقب كبير إلى جانب التابوت وسرقوا ما فيه. ولكن لم نعثر داخل الهرم على اسم صاحبه. قمت بدراسة عائلة الملك تتي ووجدت أن الزوجة الرئيسية لهذا الملك تُدعى «إيبوت الأولى». وكان يجاور هذا الهرم هرم آخر يخص ملكة تدعى «خويت». وقد نجح علماء الآثار في القرن الماضي في أن يدخلوا حجرة الدفن ولكنهم لم يعثروا أو لم يحاولوا الكشف داخل هذا الهرم لأنهم كانوا يودّون العمل في كشف هرم زوسر المدرج. وقد قمت بالكشف عن هذا الهرم ومعبده ووجدت أن هذه الملكة ماتت قبل الزوجة الرئيسية، وذلك لأن هرم الملكة «خويت» بُني قبل هرم «إيبوت». ولم أجد أي اسم لأي زوجة أخرى خلال النصوص والآثار التي تركها لنا الملك «تتي». لكني توصلت إلى أن أم الملك تُدعى الملكة «سششت»، لذلك أعلنت حينها أن هذا الهرم المكتشف يخص أُم الملك. وبدأت حفائري مرة أخرى إلى جوار الهرم وعثرنا على المعبد الجنائزي الملحق بهذا الهرم داخله مخازن وحجرات، وكانت طقوس الدفن والقرابين تقدَّم للملكة من خلال هذا المعبد. وجاءت المفاجأة بالعثور على اسم مكتوب بالهيروغليفية مع لقب زوجة الملك وابنته، وأعلنتُ من خلال مؤتمر صحافي عالمي هذا الكشف الذي هزّ الدنيا كلها وأظهر اسم الملكة «نيت» في سجلات التاريخ مرة أخرى ودخل اسمها كل بيت في العالم كله.