يدور في الأوساط الإعلامية أحاديث عن حلول الآلة محل الصحافيين أو ممارسي الإعلام عموما، وإمكانية أن تكون أدوات الذكاء الاصطناعي بديلا عن الوظائف الإعلامية، وهو حديث مشروع في ظل المخاطر المتوقعة من ظهور التقنيات الرقمية المتقدمة، التي كشف عنها تقرير صادر عن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أخيرا، يتناول أبرز التقنيات المستقبلية التي تهم المملكة خلال الـ20 عاما المقبلة في شتى جوانب الحياة، ويحدد التقنيات المتقدمة الحالية والمستقبلية ذات التأثير المتوقع في عدد من القطاعات.
ومن المؤكد أن أحد أخطار الذكاء الاصطناعي على صناعة الصحافة هو ما نراه اليوم بالفعل من إقفال بعض الصحف لمقارها وتسريح الموظفين، لكن ليس هذا كل شيء، ففي الواقع أن الصناعة تتحول تدريجيا إلى الرقمنة الكلية، وإن كان التقرير أعلاه لم يتناول الإعلام على وجه التحديد أو يخصه بتقنيات معينة، إلا أن استشرافه مخيف في التأثير في الصناعة، لذا ينصح معدو التقرير بأهمية الأخذ بزمام المبادرة أو للاستعداد من أجل تخفيف الأخطار المتوقعة واغتنام الفرص الواعدة.
من الرائع أن تصدر مثل هذه التقارير، التي تعبر عن السياسات المستقبلية للمملكة، خصوصا تلك المتأثرة بالتقنيات المستقبلية بهدف وضعها في أولويات البحث العلمي وتطوير الأنظمة والكوادر المعنية بقيادة هذا التغيير والبدء ببناء شراكات دولية مع الدول المتقدمة، وهي فرصة سانحة للمسؤولين في الإعلام ومراكز البحث المتخصص لبلورة الوضع المستقبلي واستشراف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام وتوظيفها بما يخدم الصناعة، مع إيماني الراسخ بأن ثمة وظائف صحافية لا تستطيع الآلة أن تكون بديلا للبشر.