- لن يكتب أدبًا، كل من لا يرمي في سلّة المهملات أوراقًا كثيرة، وجميع القرّاء الذين لا أمل منهم ولا رجاء فيهم!.
- هؤلاء القرّاء موجودون دائمًا، الكاتب المبدع والكاتب العادي يدريان بوجودههم، يدريان أنهم أحياء يتنفسون، ويمكن لهم اقتناء كتابيهما وقراءة كتاباتهما!.
- الفرق في اطمئنان الكاتب العادي وارتياحه لهم!. يحق له ذلك، فبسببهم يمكنه تقديم أكثر من كتاب، والعمل في أكثر من مطبوعة، مال وشهرة!. لا ملامة عليه ولا عليهم، والحديث عنهم لا يستحق أكثر من هذا!.
- لكنهم بالنسبة للكاتب المبدع، المتقّد نبوغًا، يشكّلون قلقًا، وضيق تنفّس!. وكلّما كان قلقه من وجودهم قويًّا، وفاعلًا، ومهما حاول تحدّيهم، فسيخسر رهاناته مع نفسه، وسوف يقلّ وهجه الدّاخلي، وتُستنزف طاقته!.
- الحلّ ليس في تحدّيهم، ولا في إنكار وجودهم، لكن في رميهم في سلّة المهملات، قبل البدء في الكتابة!.
***
- لكل من يرسل لي نتاجه ويسألني رأيًا نقديًّا فيه، أقول، وأكتب، شاكرًا حسن ظنّه:
- وفّقك الله وأسعدك..، اكتب ولا تلتفت لمدح أو ذم. هذه أشياء عابرة، أنت الباقي، طوّر نفسك بنفسك بعيدًا عن أي رأي مباشر. الآراء المباشرة خادعة!.
- اكتب واحكم على نفسك بنفسك.. اسأل أفضل كاتب في ذهنك وخذ منه الجواب الذي هو في ذهنك أيضًا!. الشاعر الحقيقي يعرف رأي المتنبّي في قصيدته!.
- اقرأ وكلما وجدت نقدًا أدبيًّا في أي كتاب، وطاب لك ذلك النقد، وزانت لك الرؤية، اجعلهما مقياسًا لكتاباتك!. هذا هو النقد.. ومن هنا تأتي جمالياته!. وكلّما زادت هذه الآراء وتعدّدت جماليّاتها، استفدت أكثر!.
- أمّا إن تعارضتْ هذه النظريات وتناقضتْ هذه الآراء، ومع ذلك راقت وطابت لك، ثم قِسْتَ عليها أعمالك، فأحسستَ أنّ كل رأي منها، ينجذب إليك، قائلًا: “أنت لي، أنت معي، هذا ما كنت أريد الذهاب إليه، ولقد حققته”!. فاهنأ!. اجتزتَ كل مراحل ما قبل العبقريّة، ودَخَلْتَها!.