تعرضت مصفاة الرياض وهي إحدى المصافي المملوكة لأرامكو السعودية فجر يوم الجمعة الماضي إلى هجوم إرهابي بواسطة طائرات مسيرة، وسبق ذلك بأيام قليلة هجومان إرهابيان آخران على مصفاة رأس تنورة والحي السكني التابع لأرامكو السعودية في مدينة الظهران. ولله الحمد والمنة، لم يسفر هذا الهجوم الجبان عن أي إصابات أو خسائر في الأرواح، ولم تتأثر إمدادات النفط ومشتقاته كذلك. المملكة تؤكد دائما أن الأعمال الإرهابية والتخريبية التي تكرر ارتكابها ضد المنشآت الحيوية والأعيان المدنية لا تستهدف المملكة وحدها، وإنما تستهدف أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم، والاقتصاد العالمي. سبق ذلك الهجوم الإرهابي الذي استهدف المنشآت النفطية في كل من بقيق وخريص الذي تعاملت أرامكو معه باحترافية يشار إليها بالبنان، حيث يشكل الإنتاج الذي توقف بنحو خمسة ملايين برميل، أي: نحو 5 في المائة من الإنتاج العالمي، وهو بلا شك رقم كبير ومؤثر جدا. عاد الإنتاج إلى مستواه الطبيعي بسرعة قياسية، توقع البعض وتمنى بعض آخر أن يطول ذلك، ما سينعكس سلبا على موثوقية السعودية في إمدادات الطاقة، لكنهم خابوا وخاب مسعاهم. بعد كل هجوم إرهابي يستهدف المنشآت النفطية في السعودية الذي أعلم يقينا بعد توفيق الله، وبثقة منقطعة النظير في وطني وقيادته ورجالاته، إن الإمدادات النفطية لن تتأثر بإذن الله قيد أنملة، أتساءل لماذا هذا السبات العميق من المجتمع الدولي حول هكذا تهديد للأمن الطاقي العالمي؟ وهل ثقة المجتمع الدولي القوية بالسعودية وتعاملها الاستثنائي مع أي تهديد لإمدادات الطاقة أدى إلى ترهل مواقفه؟ ما سيكون رد فعل المجتمع الدولي لو تأثرت بالفعل - لا قدر الله - الإمدادات النفطية وارتفعت أسعار النفط إلى أرقام فلكية؟، حيث توقع البعض أن تصل أسعار النفط إلى 150 دولارا للبرميل عقب الهجوم الإرهابي على المنشآت النفطية في بقيق وخريص، بعيدا عن السياسة ودهاليزها، الأمن الطاقي هو مسؤولية الجميع دون استثناء، ويجب على المجتمع الدولي أن يقوم بدوره الحقيقي للتعامل مع أي تهديد لإمدادات الطاقة. السعودية قادرة - بعون الله - على التعامل مع هكذا تهديدات، وهذا ليس كلاما مرسلا فالشواهد كثيرة، والحقائق لا تحجب بغربال، لكن هذا لا يعفي أبدا المجتمع الدولي من فعل كل ما يلزم لحفظ الأمن الطاقي. الشجب وإبداء القلق والاستنكار هي مجرد عبارات لن تحرك شعرة في رؤوس ميليشيا إرهابية مدعومة من نظام جبل على الإرهاب، وتصدير هذا الإرهاب هو روح دستوره، هل يقبل العقل أن ثلة مجرمة ستتأثر بهكذا موقف ضعيف من المجتمع الدولي؟ هل عبارات الشجب والاستنكار ستعمل عقول شرذمة من معدومي الإنسانية قاموا بمجزرة للاجئين وحرقهم أحياء؟ ذكرت الأميرة ريما بنت بندر، السفيرة السعودية في واشنطن أن الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة الأخيرة على منشآت أرامكو في المملكة تمثل تهديدا لاستقرار إمدادات الطاقة العالمية، ووضحت من قلب واشنطن إن السعودية تمارس ضبط النفس الشديد في مواجهة هذا الإرهاب، ومن المحزن أنه رغم جهودنا النشطة لحل النزاع، إلا أن الحوثيين صعدوا هجماتهم على المملكة، وفي اليمن، وقصفوا تعز وغيرها من المراكز المدنية اليمنية، وأنهم يعتقدون أن بإمكانهم الإفلات من العقاب.