موزمبيق دولة رائعة تقع على ساحل المحيط الهندي، وتقع قبالتها جزيرة مدغشقر، شواطئ ساحرة، وأنهار عديدة، وطبيعة خلاّبة، زراعات متنوعة من القطن والقصب إلى الشاي والبطاطس، ومراعٍ شاسعة، ومناجم لا حدود لها.

في عام 2009 تم اكتشاف أكبر منجم ياقوت في العالم، وفي عام 2010 تم اكتشاف أكبر حقل غاز بحري في المنطقة، بدأ معدل النمو في الازدياد وتواصل بنسبة (6%) سنوياً، إلى أن كان عام 2017 حيث بدأ تنظيم داعش العمل في البلاد.

يقطن موزمبيق نحو (25) مليون نسمة، من بينهم نحو أربعة أو خمسة ملايين مسلم بنسبة تقارب (20%) من السكان، يعيش المسلمون كأغلبية في مقاطعة «كابو» شمال البلاد، ويعانون الفقر والحاجة، لكنهم كانوا ينعمون بالأمن، ويأملون في أن تؤدي ثروة الغاز الجديدة، والواقعة في منطقتهم إلى تطوير حياتهم، ورفع مستوى معيشتهم.

جاء تنظيم داعش كالصاعقة على المسلمين البسطاء، وتغيّر كل شيء، ثم إن الأمل في المستقبل قد تلاشى تماماً، كان اسم التنظيم «أنصار السنة» ثم «أنصار الشريعة» ثم «حركة الشباب»، وبدأ الهجوم «الإسلامي» على «المسلمين» من أجل إقامة «دولة إسلامية».

بايع المتطرفون تنظيم داعش قبل أعوام، وراحوا يقولون إنهم يهدفون إلى إقامة العدل وسيادة الإسلام، وكانت أبرز أعمالهم «في طريق العدل» الذي يزعمون هو قتل الأبرياء، وحرق المنازل، وتدمير القرى.

قتل «داعش موزمبيق» 50 طفلاً دون العاشرة، حيث قطعوا رؤوسهم، وقالت سيدة كانت تختبئ مع أولادها بينما تشاهد ذبح ابنها بالقرب منها: «لقد خفت أن أبكي حتى لا يعرفوا مكاني، ويقتلوا بقية أبنائي ويقتلوني معهم».

لقد عانت موزمبيق في السابق الكثير من الويلات، ففي حرب الاستقلال عن البرتغال سالت الكثير من الدماء، وفي أثناء الحرب الباردة عاشت البلاد حرباً بالوكالة بين موسكو وواشنطن وفي خلال عشر سنوات من 1982 - 1992 قُتل نحو مليون شخص! سقط الاتحاد السوفييتي عام 1991، وانتهت الحرب الأهلية 1992، وبدأت رحلة الخصخصة غير الموضوعية بضغوط خارجية، وتمكن الفساد من جعل البلد الثري بالموارد في المرتبة الثامنة بين الدول الأكثر فقراً في العالم.

يصف البعض ما جرى في السنوات الأخيرة بأنه «لعنة الموارد» فما إنْ ظهر الياقوت والغاز حتى ظهرت داعش، وبدلاً من قطع طريق الفقر جرى قطع الرؤوس، وبدلاً من أن تتم تنمية منطقة المسلمين ضمن تنمية مجمل الدولة، تكفل تنظيم داعش بمنع الدولة من العمل، ومنع المسلمين من الحياة.

إن قصة تنظيم داعش موزمبيق تفوق الخيال، حيث يجري قتل المسلمين بحجة إقامة الإسلام، وتحويل مقاطعة كابو الفقيرة إلى كابول الجديدة!