- الفنّ إضافة إلى العالَم وليس نقلًا عنه!. بل وقد لا يكون الفنّ تعبيرًا عن هذا العالم الموجود قبل هذا العمل الفنّي نفسه!.
في كلّ عمل فنّي خلّاق شيء ما، بذرة تواصل ما، مع الطبيعة، لكن فيه، أيضًا، فِطْرَة تمرُّد وبذرة انفصال!. والمساحة المُنقطعة بين البذرتين، هي التي يلزم على المتلقّي، رتْقها، والسّير فيها، ليمتلئ بجديد حقيقي!.
- بعد انتهائك من عملك الفنّي أو الأدبي، بعد انتهائك من كتابة سطر أو مقالة، شطر أو قصيدة، خطّ أو لوحة، جملة موسيقيّة أو لحن، وكذلك بعد انتهائك من تأمّل عمل أدبي أو فنّي لغيرك، مثل أن تنتهي من قراءة كتاب، أو سماع موسيقى، أو مشاهدة فيلم،...
اسأل نفسك: هل كان لديك جهل ما في معلومة أو حِيرة في شعور ثم اختفى هذا الجهل وتلاشَتْ هذه الحيرة؟! أم أنّ الجهل تمدَّدَ، والحيرة تشعّبت؟!.
إن كان “الاختفاء” هو النتيجة، فحمدًا لله على سلامتك، كنتَ مُتَوعِّكًا وطِبتَ!، مريضًا فتعافَيتَ!. كنتَ عليلًا وصرتَ بَلِيلًا!.
أمّا إنْ كان “التّمدّد” هو النتيجة، فهنيئًا لنا: أنتَ فنّان!.
- القارئ مَنْ يَصِيد،.. لا مَنْ يَصُدّ، ولا مَنْ يتصيّد!.
- التّرجمة تعني، أوّل ما تعني، تطابق المعنى!. هذا أمر مفيد ونافع كثيرًا، في العقود التّجاريّة وفي الاتفاقات السّياسيّة الدّولية، وفي كثير من المجالات العلميّة، وغيرها. غير أنّ هذه الفوائد والمنافع تقف عند باب الفنّ والأدب، على استحياء، معلنةً عن ضعفها، طالبةً السماح لها بالدّخول على قلّة ما يمكن لها تقديمه فنيًّا وأدبيًّا!.
والمترجِم المبدع يسمح لها بالدّخول، شرط أنْ يظلّ قصورها حاضرًا، وأنْ لا يُغفل عن عجزها أبدًا!.
لا بدّ للمترجِم “الأدبيّ” من خيانة مُبَجَّلَة لمفهوم التّرجمة الأوليّ!.
مُترجِم الأدب، أديب، وإلّا فإنّ عليه الاستفادة من قُدُراته الكريمة هذه في البحث عن عمل في مؤسسة، أو شركة، لا علاقة لها بالفن والأدب، وسيكون مفيدًا ونافعًا هناك!.
أمّا في الأدب فإنّ مهمّته الفخمة، والمستأهِلَة للتقدير، مرهونةً بموهبته كأديب أولًا!. والقيمة الأعلى لما يُمكن لهُ تقديمه، مرهونة بقدرته على نقل “شحنة الانفعالات” الخبيئة في النّصّ الأصلي!.
الشطارة والمهارة هي أنْ يفعل ذلك بأقلّ قدْر ممكن من خيانة المعنى، أو بقدْر معقول، يمكن تفهّمه واستيعابه، من الانحراف عن “التّطابق”!.
- أبدًا، ليس بقدْر ما يُقدّم لنا من معرفة، أو يزيد من معلوماتنا، وإنّما بقدْر ما يثير فينا من انفعالات، يكون الفنُّ فنًّا!.
“أحتفظ في دفاتري، بمقالة مُطَوّلَة، عن هذا الموضوع. حاولتُ مراجعتها، لاحتوائها في مقالة واحدة، فلم أفلح!. سأحاول مرّةً ثانية وثالثة، ثمّ نرى ما الذي يمكن عمله”!.