تدرك دبي اليوم، مع ما وصلت إليه من مكانة عالمية وما حققته من إنجازات، أنها تحتاج إلى مظلة عمل جديدة، بمنهجيات ومنظومات مختلفة، لتواكب في المقام الأول التحولات والتطورات العالمية، خصوصاً لعالم ما بعد «كوفيد 19»، وكذلك لتعزز قدرتها على تحقيق طموحاتها في تسريع عجلة التنمية والإنجازات، التي وضع لها محمد بن راشد خارطة طريق تعبر بها إلى قمم جديدة من التفوق والريادة.

اعتماد المجلس التنفيذي لإمارة دبي، برئاسة حمدان بن محمد، لمشروع تطوير الخطة الاستراتيجية لإمارة دبي 2030، يأتي ترجمة لهذه الرؤية الاستثنائية، وبوصلتها الواضحة والواثقة، التي تسابق الزمن وتسبق الجميع، نحو مستقبل بأدوات وأساليب جديدة ومبتكرة، وهي تستند اليوم إلى قدرات فائقة وإمكانات هائلة عززتها مثابرة دبي، بقيادتها الملهمة، وروح فريقها الواحد، في ما حققته من نجاحات غير مسبوقة في «خطة 2021»، ليكون العقد الجديد هو بحق عقد صدارة دبي في كل المجالات.

مشروع خطة دبي للعقد المقبل، بطرحه في هذا التوقيت، بعد اعتماد خطة دبي الحضرية 2040، واعتماد إعادة الهيكلة الشاملة لحكومة دبي، واستحداث منظومات جديدة للارتقاء بتجارتها واقتصادها، يؤكد أن دبي تسير عبر طريق واضحة ومعبدة إلى آفاق أوسع ومراتب أكبر من التميز والتفوق والنهضة، والارتقاء بمكانتها كرمز عالمي للتنمية المستمرة في جميع جوانبها وقطاعاتها، فالخطة الجديدة التي تعتمد في جوهرها على الإبداع والفكر الخلّاق والحلول المبتكرة، تضع باستراتيجيات مدروسة، ما يجدر تبنيه وتنفيذه من مشاريع وبرامج ومبادرات للوصول إلى المستقبل الذي تريده دبي لنفسها.

وأكثر ما يلفت في مشروع هذه الخطة، أن دبي ستعمل عليه بنهج متفرد، رسخت من خلاله القيادة، دعائم قوة متعددة، أبرزها حشد جميع الطاقات بضم 44 جهة حكومية وشبه حكومية، تحت مظلة المشروع، وإشراك المجتمع ككل في الإسهام برسم ملامح مستقبل المدينة التي تعمل بعزيمة لتكون المدينة الأفضل للحياة والعمل في العالم، ومن أهم هذه الدعائم أيضاً ما خطّته دبي من مسار مثمر في الشراكة مع القطاع الخاص، وما تمنحه له من أهمية كبرى كعصب رئيس لاقتصادها المتنامي باستمرار.

الرؤية الشاملة والتشاركية والتكامل وتوحيد الجهود، باتت عناوين تتميز بها خطط دبي، في ترسيخها لنموذج في التنمية والتطوير تتطلع إليه جميع دول العالم، وهذه العناوين هي ما ترفع من أهمية الخطة الجديدة لدبي، بعد أن أثبتت أثرها الكبير في تحقيق النجاحات المتواصلة، كما تنشد هذه الخطة في مواءمتها مع مخرجات خطة الاستعداد للخمسين للإمارات، تسريعاً لقفزات تنموية جديدة للدولة ككل.

ملامح دبي المستقبل واضحة للجميع من اليوم، فالجد والمثابرة اللذان صنعا الإنجازات والمعجزات في العقد الماضي، قادران، مع ما نراه من أعمدة وأسس ثابتة للقوة، على إحداث تغييرات وتحولات نوعية وشاملة في نهضة جديدة للإمارة.