قبل أن يعبر أول أسابيع شهر رمضان الفضيل، تجدد الإمارات التأكيد على رسالتها الأسمى ومسؤوليتها الأنبل لخير البشرية، في نشر أعظم القيم وترسيخ الأخوة الإنسانية والتسامح في شرق الأرض وغربها، وهو ما قدمت الإمارات وقيادتها لتحقيقه مبادرات غير مسبوقة تاريخياً شهد لها العالم، واحتشدت لإنجاحها نخبه.

هذه هي الإشارة الأولى التي لفت إليها مجلس محمد بن زايد في تخصيص أولى محاضراته الرمضانية لـ«الأخوة الإنسانية والتسامح: رسالة الأديان»، وهي الرسالة التي أكد محمد بن زايد أنها مصدر قوتنا وتميز تجربتنا خلال الخمسين عاماً الماضية، في تحفيز للنهوض بالمسؤولية التي رفعت رايتها الإمارات ومجتمعها، لترسخ هذه المعاني على المستوى العالمي ككل وإحداث فارق حقيقي في مستقبل أجيال الأرض يبعدهم عن أي أحقاد وكراهية.

قيادة ومجتمع الإمارات، أثبتا أصالة هذه القيم وتجذرها، بالفعل قبل القول، ودون الابتعاد بالزمن كثيراً، فالنظر إلى أسبوع واحد من شهر رمضان، وكيف استثمرته الدولة في حشد التكاتف لخير يعم دولاً في القارات الخمس، والتجاوب المجتمعي بالتسابق على مد الأيادي البيضاء بسخاء وجود، وانتشار مؤسسات الدولة الخيرية في أصقاع الأرض لتقديم العون والإغاثة لكل محتاج، كل ذلك يظهر بوضوح، نبل القيم التي تحرك الإمارات في البذل والعطاء لتمكين الإنسان أينما كان ومهما كان لونه أو عرقه أو دينه، دون تمييز.

ما تهدف إليه الإمارات من كل هذه المبادرات العظيمة أن تقدم نموذجاً عالمياً ملهماً للتكاتف والتوحد، لمحبة وخير الجميع، الأمر الذي بات ضرورة قصوى تفرضها التحديات والأوقات الصعبة التي يعيشها العالم اليوم، وهو ما أعطى درساً حقيقياً للعالم أجمع بأهمية تحقيق تغيير جوهري في العلاقات بين البشر، دولاً وشعوباً ومجتمعات، وأن المستقبل واستمرار التقدم والحضارة الإنسانية، يتطلبان عملاً جماعياً يتجاوز كل مغالطات التمييز والكراهية، ويعمق ثقافة التعايش والالتزام بمبادئ التسامح والأخوة الإنسانية.

أصالة هذه القيم في الإمارات، وإيمانها بقدرة البشرية على تحقيق ذلك، جعل منها سبّاقة في حمل هذه المهمة والرسالة، بإرادة قوية وهمة عالية، حققت الكثير من أهدافها العالمية في وقت قياسي، في التلاقي الحضاري بين الأديان، وتوقيع وتعميم وثيقة الأخوة الإنسانية، ودعم تحقيق السلام في كثير من مناطق النزاع، جمع العالم بدعوات متواصلة للتكاتف في مواجهة الجائحة، وتقديم النموذج الملهم للرحمة، بمساندة الدول والشعوب المحتاجة، وتعزيز قيم الحوار والتفاهم والانفتاح، والعمل ضمن شراكات دولية، سواء مع الدول أو المنظمات في التغلب على مختلف التحديات ونشر التنمية والازدهار.

هذه هي الإمارات، وهذه هي رسالتها الأقوى للبشرية، في هذا الشهر الفضيل، لتعم المحبة والسلام والتراحم العالم أجمع.