بنجاح كبير حققته المسابقة الدولية للقرآن الكريم، في دورتها الـ24، التي جاءت ضمن ظروف مختلفة في رمضان هذا العام، تؤكد دبي أن جهودها المتواصلة في خدمة قضايا الإسلام والمسلمين لن تتوقف، خصوصاً أن هذه الدورة جاءت متميزة على أكثر من جانب، إذ تم خلالها الإعلان عن إنجاز مصحف الشيخ خليفة ليكون بين أيدي المسلمين في كافة أرجاء العالم، بناءً على أمر محمد بن راشد، بطباعة هذا المصحف تكريماً لرئيس الدولة، كما أطلق على هذه الدورة اسم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، تقديراً لدوره الكبير، في خدمة الإسلام والمسلمين، والذي وصلت بصماته إلى قارات العالم الخمس.

أثبتت دبي بهذا النجاح، أن بصمتها الرمضانية، عربياً وإسلامياً، في خدمة كتاب الله، لن تغيب أبداً، وأنها تعطيها أولوية وأهمية، في نشر العلم والمعرفة، والحفاظ على الأصالة والقيم والثقافة الإسلامية، لما لها من أثر عظيم في تشكيل المجتمعات، وهذا ما يؤكده كذلك اختيار الجائزة هيئة آل مكتوم الخيرية لتكون الشخصية الإسلامية لهذا العام، عرفاناً وتقديراً لدورها العلمي والمعرفي، وأثرها في نشر الثقافة الإسلامية وخدمة قضايا المسلمين في كل مكان.

أراد حمدان بن راشد لهيئة آل مكتوم الخيرية، منذ انطلاقتها في عام 1997، أن تكون نواة لمسيرة خير عظيمة، تنهض بعمل إنساني ريادي ومتميز، وهذا ما تحقق بدعمه ورعايته ومتابعته المستمرة لها، لتتمكن من تأسيس 52 مدرسة ثانوية في 23 دولة أفريقية، واستناداً إلى رؤية شاملة، أسست الهيئة مشروعاً خيرياً تعليمياً رائداً لمكافحة الفقر في الدول الأفريقية تديره بميزانيته الكاملة، لتضميد جراح المنكوبين ومواساة الفقراء والمحتاجين ورعاية الأيتام وإغاثة الملهوفين.

ولم يقف الأمر عند أفريقيا، بل وصلت بصمات حمدان بن راشد المؤثرة في دعم التعليم إلى القارة الأوروبية من خلال «كلية آل مكتوم للدراسات العربية والإسلامية» و«المركز الثقافي الإسلامي» في إيرلندا، اللذين قدما إسهامات جليلة ومؤثرة في تفعيل التواصل الحضاري مع الغرب، كما امتد نشاط الهيئة إلى آسيا ومناطق العالم أجمع.

التقدير الذي حظيت به الهيئة بتكريمها الشخصية الإسلامية ضمن المسابقة، هو تقدير مستحق للعلم والمعرفة، والعمل الخيري بمفاهيمه الريادية والاستثنائية، التي تضع تمكين الإنسان وتنميته، هدفاً نوعياً، قادراً على إحداث التغيير الحقيقي في حياته، وهو ما انتهجته الهيئة طيلة سنوات عملها الدؤوب، لتصنع فارقاً في حياة الملايين حول العالم، وتأخذ بأياديهم نحو الارتقاء بقدراتهم وصناعة مستقبل أفضل لهم ولمجتمعاتهم.

تبث دبي رسالة واضحة، من خلال هذا المحفل الكبير، أنها بمبادراتها وهيئاتها ومؤسساتها، ستظل رافداً قوياً، لمشاريع ومبادرات نوعية، ترتقي بالعمل الإنساني والخيري، وتنهض بنشر العلم والمعرفة، عربياً وإسلامياً وعالمياً.