النقلة النهضوية الكبيرة التي تشهدها المملكة العربية السعودية الشقيقة، هي في حقيقتها قفزة للمنطقة بأكملها، لما تمثله المملكة من ثقل سياسي وتنموي وثقافي، بقدرات تنعكس على تعزيز النهضة والازدهار والاستقرار لشعوب دول المنطقة كافة.

الإمارات، وبحكم علاقاتها التاريخية والاستراتيجية مع الشقيقة الكبرى، تنظر إلى رؤيتها للمستقبل بتفاؤل بمضاعفة التقدم والتطور للجميع، فما قدمه محمد بن سلمان في حديثه التلفزيوني، أول من أمس، حول هذه الرؤية يعبر، كما يصفه محمد بن زايد: «عن مواقف متزنة، وأفكار عميقة، ورؤى حكيمة، وطموح بحجم المملكة وقدراتها وتاريخها وموقعها في المنطقة والعالم».

العلاقات السعودية الإماراتية شكلت على الدوام نموذجاً فريداً للأخوة والتكامل والعمل المشترك لصالح المنطقة بأسرها، وتحصين شعوبها من المخاطر والمهددات، إذ تميزت هذه العلاقة باستمرار، بالمواقف الموحدة، سواء على المستوى السياسي، أو على المستوى التنموي الشامل، حيث شهد هذا المستوى الأخير مبادرات كبرى بين الطرفين ضمن مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، لتحقيق نقلات تنموية نوعية بشراكة أكبر اقتصادين في المنطقة، وبما يفتح آفاقاً غير محدودة لشعوب وشباب وأجيال عالمنا العربي.

ومع مرور 5 أعوام على رؤية المملكة 2030، نشهد السعودية وقد حققت في وقت قياسي قفزات استثنائية، وعبرت محطات مهمة من التغيير الإيجابي، بقيادة الملك سلمان، وولي عهده محمد بن سلمان، الذي يضع اليوم خارطة طريق أكثر طموحاً وتفاؤلاً للارتقاء بمستقبل المملكة ومكانتها ومحورية دورها الإقليمي والعالمي وتأثيرها في النهضة الشاملة لمنطقتنا.

ما يجسده حديث محمد بن سلمان، هو رسائل قوية عن مسيرة السعودية القادمة، التي تضع نصب عينيها أهدافاً عليا لإنجازات استثنائية غير مسبوقة، وتوسيع آفاق الانفتاح والشراكات والتحالفات الدولية، ونهجها الثابت في الاعتدال، وحرصها الذي لا يتغير على مبادئ الجوار وحماية السيادة والاستقرار، وتعزيز دورها كركيزة أساسية في الأمن والسلم إقليمياً ودولياً.

قوة السعودية، ودورها الوازن، وعقلانيتها واعتدالها، شكلت حصناً منيعاً للمنطقة ودولها في مواجهة كل سياسات الهيمنة والتوسع والتخريب والانقلاب، والتدخلات الخارجية في الشؤون العربية، فقد وقفت سداً منيعاً في وجه القوى الإقليمية التوسعية، وقوى الظلام الإرهابية، وهي بتأكيدها على سعيها لعلاقات سوية مع دول الجوار مثل إيران، ودعوتها الحوثيين للجلوس إلى طاولة المفاوضات، إنما تدلل على هذه العقلانية، وعلى الجدية الكاملة بالوصول بالمنطقة إلى استقرار حقيقي، لتنشغل في جهد جماعي في دفع عجلة النمو والازدهار.

البوصلة التي تضعها قيادة السعودية لطريقها نحو المستقبل واضحة، برؤى تدعم من خلالها تغييراً جذرياً في مستقبل المنطقة وازدهارها، وهو ما تستقبله الإمارات، من خلال إيمانها الكامل بروابط الدم والمصير المشترك لشعوب المنطقة، بترحيب كبير لما يمثله من تأثير إيجابي لصالح وخير الجميع.