استقبلت شريحة من الناس قرار السماح باستئناف سفر المواطنين إلى الخارج بنوع من التروي والهدوء. هذا سلوك متوقع ويعكس وعيا مهما. المشهد تجاه جائحة كورونا في عدة دول في الخارج، لا يماثل المشهد في بلادنا. الحزم في تطبيق الاحترازات الصحية في المملكة وتجربة التعامل مع الجائحة كانت استثنائية، وقد حظيت، وفقا لتصريحات وزير الصحة الأخيرة، باهتمام دول متقدمة. هذا الأمر يقابله في دول أخرى استعجال في تخطي الاحترازات الصحية وتهاون في تقدير العواقب.
التجربة الهندية تمثل حاليا أحد أبرز رسائل التحذير الأخيرة. الاستهانة بكورونا، والتخلي عن الاحتياطات الصحية المتمثلة في التباعد ولبس الكمامة والتعقيم في حالة ملامسة الأشياء، كل هذه الأمور تمثل أبرز التحديات التي تجعل قرار السفر إلى الخارج بالنسبة إلى المواطنين يخضع لاعتبارات السلامة. وهذا فيما يبدو توجه ظاهر عند كثيرين. وبالتالي، يتمثل الخيار الأمثل في السياحة داخل المملكة. من المؤكد أن الأمور، التي وفرتها الحكومة في الآونة الأخيرة في قطاعات السياحة والترفيه، جعلت كثيرا من غايات السفر متاحة بشكل أو بآخر في الوجهات السياحية المحلية.
هناك عوامل إضافية تتعلق بالاشتراطات التي تضعها معظم الدول وتنطوي على تعقيدات وأعباء إضافية، مثل فحص الـPCR قبل السفر، إضافة إلى اشتراطات أخرى تتفاوت من بلد إلى آخر، وبعضها تتطلب العزل فور الوصول إلى تلك البلدان. الآن أصبح السفر متاحا بناء على بيان وزارة الداخلية، وفقا لجملة من الاشتراطات المعلنة.
من جهتي، لا أستحسن فكرة السفر إلى الخارج إلا للحالات الضرورية، التي تتطلب ذلك، مثل رحلات العمل أو العلاج أو الدراسة. خاصة أن هناك دولا عربية وغير عربية واقع الإحصاءات فيه ضبابية، وهذه الدول تجنب السفر إليها يعد ضرورة قصوى. باختصار شديد، السفر الآمن إلى خارج المملكة ليس متوافرا حتى الآن.