الرمان من المنتجات الغذائية، لكن عندما تتحول حبوبه الحمر اللذيذة حبّات من مخدرات ال#كبتاغون المخدرة، يصبح من الأسلحة القاتلة، أو على الأقل من المنتجات المسمومة، وهكذا عندما تكون المملكة العربية #السعودية قد تعرضت لتهريب اكثر من 600 مليون حبة مخدرة في ستة أعوام، كافية لإغراق العالم العربي كله، كما سبق لسفير المملكة في #لبنان وليد البخاري ان اعلن، فليس مفاجئاً على الإطلاق ان تعلن امس بعد أيام على إعلانها وقف دخول أو عبور المنتجات الزراعية اللبنانية أراضيها، وقف المنتجات الغذائية ايضاً، فالعصابات التي تدمر لبنان قبل السعودية، والتي وصلت بها الجريمة حد تلغيم حبات الرمان، ليس هناك ما يمنعها من تلغيم البقلاوة وزنود الست ومعمول العيد وحتى التفاح والبطيخ، بهذه الحبوب التي اخترعوا لها مخابىء حتى في اطارات السيارات!

إذاً لبنان سيصبح قريباً بالنسبة الى دول الخليج وحتى العالم العربي أوسخ من كولومبيا عاصمة المخدرات في الغرب، بعدما اصبح تقريباً بالنسبة الى عدد كبير من دول العالم بلداً موصوفاً بالخضوع لـ”حزب الله” المتهم بأنه منظمة إرهابية، وهذا يعني اننا ذاهبون الى الموت جوعاً، إلا اذا تمكن وزير الداخلية محمد فهمي، الذي انتُدب امس لضبط المعابر غير الشرعية مع سوريا، من سَوق آلاف مؤلفة من المهربين الى السجون التي لن تتسع لهم طبعاً، هذا ولكأن المعابر الشرعية منتظمة بالقوانين مثل الساعة السويسرية من غير شر.

عندما سئل وزير الطاقة ريمون غجر قبل أسبوعين، وهو المحسوب على العهد القوي: أين يذهب البنزين والمازوت المدعوم من مال المودعين، قال انه يتبخر ب#التهريب الى سوريا، وهو ما دأب على نفيه سابقاً زملاؤه الذين سبقوه في تلك الوزارة الخردة والمنهوبة.

وتساءل الناس الذين يتذابحون على كيس سكر مدعوم، وفق نظرية وزير الاقتصاد الفهلوي راوول نعمة وسلته الغذائية المفخوتة، مرة جديدة، في أي مزرعة فالتة نعيش، وهل نحن الغنم في هذا البلد المزرعة أيها السادة المسؤولون، وخصوصاً اننا نتذكر جيداً كم مرة قال الوزراء الميامين في حكومة المساخر هذه، ان الحدود هي تحت المراقبة والضبط!

لست ادري فعلاً لماذا سيأتي #جان – ايف لودريان وماذا سيفعل مرة جديدة في لبنان، وخصوصاً اذا صح قول البعض في “تيار المستقبل” انه سيلتقي الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، ولن يلتقي الرئيس سعد الحريري. ولكن هل بقي من زجاج محطم بين بعبدا و”بيت الوسط” لم ينكسر؟ هل بقي من كرامات شخصية ومهينة لم توجّه بعد، واستعمال كلمات جارحة مثل الكذاب والغبي وما الى ذلك؟

سيدي الرئيس ايمانويل ماكرون، دَينك علينا راقٍ وأبدي، فقد جئتنا مرتين، لكنهم لن يتركوك تنجح في انقاذ لبنان الذي تحبه اكثر منا ومنهم طبعاً، ولهذا ليس كثيراً ان نرجوك ان تتذكر كلام فخامة الرئيس عون الذي عندما سألوه: إذا لم تشكّل حكومة الى اين ذاهبون؟

فردَّ مباشرة وبلا أي تردد: الى جهنم!

سيدي الرئيس الفرنسي، لقد عبرنا طريقاً طويلاً الى جهنم، فلماذا تحاول مرة أخرى إنقاذ الإنتحاريين؟ لقد اقفلنا على انفسنا الأبواب، وآخرها قرارات منع دخول منتجاتنا الى الدول العربية الشقيقة، وها نحن نختنق.