سارع خادم الحرمين الشريفين وولي عهده - القدوة وما بعد القدوة - إلى الإسراع في تسجيل اسميهما في برنامج التبرع بالأعضاء، ليكونا بذلك القدوة التي تحاكى، والريادة التي تتبع، والمحفز الذي لا يغيب فعله، وهكذا رأينا التسابق على التسجيل بالبرنامج من الأمراء والمواطنين والكبار والصغار من الموظفين.

* *

سلمان ومحمد حاضران في كل منشط، لهما سوابق في فعل الخير، ومنهما نستمد الرغبة على محاكاتهما، ومن فعلهما نمضي في تحقيق ما رسماه لنا، وليس هناك أفضل من أن يكون كل واحد منا له دور في الإسهام بكل ما هو فعل وعمل وإنجاز إنساني طيب.

* *

وما فعلاه - سلمان ومحمد - في هذا العمل الإنساني الخالص، سوف ينقذ بشرًا، ويعالج أوضاعًا صحية لعدد من إخواننا وأخواتنا وأبنائنا، فهناك عدد من المرضى يحتاجون إلى العلاج أمام الفشل العضوي لديهم، وما من منقذ لحياتهم إلا بتبرع مواطنين ومقيمين بأعضائهم بعد وفاتهم، أو ببعضها في حياتهم.

* *

لقد عمل الملك سلمان على تأسيس هذا المركز منذ زمن باسم المركز الوطني للكلى سابقًا، وذلك استشعارًا منه لمعاناة عدد من مرضى الفشل الكلوي، لكنه الآن لم يكتف بذلك، فقد رأى أهمية توسيع دائرة التبرع بالأعضاء لتشمل جميع مرضى الفشل العضوي النهائي، وفي هذا فتح باب الأمل أمام قوائم المرضى الذين تتوقف حياتهم على زراعة عضو جديد يتبرع به مقيم أو مواطن.

* *

هناك مرضى القلب، وهناك مرضى الكبد، بالإضافة إلى مرضى الكلى والرئة وغيرها، ممن يعانون من الفشل العضوي النهائي، ويحتاجون إلى عمليات معقدة لإعادة البسمة لهم ولذويهم، فما أجدرنا أن نتسابق على فعل الخير، وفي تحقيق هذا الأمل الذي لا ندري من سيكون الأول منا في احتياجه إلى خدمات هذا المركز.

* *

إن إنجاح مبادرة الملك وولي العهد بالتبرع بأعضائهما، ومساندة المركز السعودي للتبرع بالأعضاء يأتي من اصطفافنا جميعًا لدعم هذا المركز، والالتفاف حوله، بأن نتبرع بأعضائنا لإنقاذ حياة غيرنا، وليس لأحد حجة فيما لو لم يتعامل بإيجابية مع المركز بالتسجيل للتبرع بأعضائه.

* *

وبالمناسبة، فقد لاحظنا تعطل موقع التبرع بالأعضاء، بسبب الضغط الشديد على الموقع من قبل المتبرعين بعد الإعلان عن حملة التبرع بالأعضاء التي انطلقت وبدأت من خلال القيادة الرشيدة، وهذا يشكل ظاهرة إيجابية، كون المركز حظي بهذه الكثافة العددية من المتبرعين، ما جعل الموقع عاجزًا عن استيعاب كل هذه الأعداد في فترة زمنية قصيرة، غير أن مثل هذا العطل وقتي ويعالج، بما سوف يسهل أمر التسجيل أمام المتبرعين.