قيل إن المنطق وراء كل الأساطير العظيمة، والديانات، والفلسفات، والأهم هو أن نتعلم الحقائق العظيمة والجوهرية، وهذا ما توقفت عنده وأنا أقرأ السيرة الذاتية للهندي «بينيامين»، في كتابه الذي طرح فيه سيرته حينما كان يعمل في السعودية، الكتاب جاء تحت اسم «أيام الماعز»، وهو ما يعني وظيفته كراعٍ في مزرعة تبعد عدداً من الكيلومترات من عاصمة المملكة الرياض.

بنيامين أو نجيب فلسفةكما أسماه في الرواية، والتي هي عبارة عن سرد حكاية لرجل بائس ترك قريته كيرالا، وحلم طويلاً بالذهب إلى الخليج ليكسب عدداً من الأموال، حتى يحسن من معيشته في مدينته كيرالا الواقعة على البحر، شكل بنيامين أو نجيب في معظم سطور روايته، التي اتخذت قصة مفصلة أقرب إلى أدب السرية الذاتية.

البطل نجيب يعمل بحاراً كعادة كل الذين يعيشون في كيرالا، وحينما جاء إلى مزرعة في الرياض لكي يعمل فيها، استغرب أن يعمل كراعي غنم، وهذا ما أثار دهشتي، فهو رجل غير متعلم، ولم يعرف مهنة غير مهنته في كيرالا كغواص، حيث يعتمد أهل كيرالا على رمال الأنهار في أعمال البناء، وتعد الأنهار المصدر الوحيد لرمال البناء.

أنا لست ضد السرد ولا الرواية، ولكن الكثير من الأمور التي توقفت عندها في الرواية، مثل ضرب «الأرباب» أو أصحاب العمل لنجيب على أي خطأ، كما أنه غير مسموح له بغسل جسده، وغير مسموح له إلا بأكل رغيف من الخبز وشرب الماء فقط، وهو ما يجعلك تشعر بأن الرواية كتبت لأهداف معينة، وليست حقيقية كما وردت.

ثمَّة خرافات في الكتاب لم يجعلني كاتبها أشعر بالتعاطف معه!