«لا تصدِّقوني وصدِّقوا لغة الأرقام». بهذه الكلمات صدح سمو ولي العهد خلال مبادرة مستقبل الاستثمار في عام 2018، مخاطباً المواطنين في الداخل والمستثمرين في الخارج، في تأكيد على أهمية الأرقام والمؤشرات الاقتصادية ودورها في قياس أداء القرارات نحو تحقيق الأهداف. سمو ولي العهد، حفظه الله، لن يرضى إلا أن يشاهد هذا الوطن العظيم في مصاف دول العالم المتقدم، فهو، أي سموه، مؤمن حد اليقين أن خلفه فريقاً لديه شغف كبير وسنده شعب طموحه عنان السماء.

ومن هذا المنطلق فإن وزارة النقل التي كانت تصغي جَيِّداً لهذه المقولة الخالدة حتى وضعتها كهدف رئيس في مدخل الوزارة ولسان حالها يردد «سر يا ولي العهد ونحن معك بإذن لله»، وقد سارت وزارة النقل على هذا الطريق فلم يمض وقت طويل إلا والإنجازات تتحقق على أرض الواقع وبلغة الأرقام التي لا تكذب والطموح الذي لا يتوقف.

فعلى صعيد النقل البحري ووفق تقرير الأمم المتحدة للتجارة والتنمية عام 2020، فإنّ وزارة النقل تستأثر بالمركز الأول عربياً للعام الثاني على التوالي، متقدمة ثلاث مراتب عَالَمِياً لتحتل المرتبة العشرين في صناعة النقل البحري، وذلك من خلال تجاوز الطاقة الاستيعابية للحمولة الطنيّة للأسطول البحري السعودي الـ13.5 مليون طن، إضافة إلى رفعها لجودة التعامل مع السفن والحاويات القادمة إلى المملكة؛ ما مكنها من تحقيق المركز الخامس عالمياً.

أما النقل الجوي فكان له نصيب من الإنجازات سواء على مستوى المطارات أو صعيد الطيران، لذا نجده يحقق قفزات لافتة، وذلك ضمن التصنيف العالمي الذي يصدر عن منظمة «سكاي تراكس»، فلأول مرة تدخل 3 مطارات في المملكة ضمن أفضل 100 مطار في العالم، علاوة على ذلك تمكن مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينة المنورة من احتلال المركز الأول ضمن قائمة أفضل مطارٍ إقليمي على مستوى الشرق الأوسط، والمرتبة العاشرة دولياً من حيث الطاقة الاستيعابية (10- 20 مليون مسافر طوال السنة)، في حين احتل مطار الملك فهد الدولي بالدمام المركز الثاني في قائمة أفضل مطار إقليمي في الشرق الأوسط، والمركز العاشر عالميا في قائمة المطارات ذات الطاقة الاستيعابية (10- 20 مليون مسافر سنوياً)، كما جاء مطار الملك خالد الدولي بالرياض في المركز السابع في قائمة أفضل 10 مطارات في الشرق الأوسط، واحتل مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة المركز الثاني ضمن أفضل المطارات تحسناً على مستوى العالم.

وبالنسبة للناقل الوطني «الخطوط الجوية السعودية» فإنه أبى إلا أن يشارك هذه الإنجازات ويكون جزءاً من التحولات الوطنية الاقتصادية، وذلك بحصوله على لقب طيران «خمسة نجوم» في عام 2021، كما تمكن كذلك من الحصول على التصنيف الأعلى «الدرجة الماسية»، لشركات الطيران الأكثر أماناً صحياً على المستوى الدولي.

حتماً كل هذه الإنجازات لم تأت عبثاً وهذه القفزات في المؤشرات العالمية لم تكن محض مصادفة، بل هي نتاج عمل دؤوب بقيادة عرابها معالي المهندس صالح الجاسر. هذه القفزات المتسارعة في الإنجازات التي لا نكاد نستطيع ملاحقتها من فرط السرعة محورها الأساس هو الوطن والمواطن.