بريعان الشباب وأوج العطاء القانوني، غادرنا الابن المحامي خليفة عبدالعزيز العسعوسي، الأحد 20 يونيو 2021، من دون وداع رحيم، تاركاً الوجع المحتوم لزوجته الدكتورة منيرة، ابنة شقيقي يعقوب، ووالديه المفجوعين بهذا الرحيل المفاجئ.

فجيعة أدمت القلوب.. قلوب والدَي الفقيد، خليفة، الأخ العزيز المحامي عبدالعزيز العسعوسي وزوجته الفاضلة وأخوته وشقيقي، بوسليمان، وأختي في الدنيا المستشارة د. فاتن الطخيم، أم سليمان.

قسا علي الزمان والقدر مرات ومرات في فقدان والدي ووالدتي وابن شقيقي الاكبر (نادر)، وتلا ذلك وفاة الأب والأخ المعلم يوسف (ابو نادر)، ولكن كانت ثمة العديد من المقدمات في مواجهة قضاء رب العالمين والقدر المكتوب، باستثناء رحيل المغفور له بإذن الله الابن المحامي خليفة.

اختطف الموت المفاجئ بغفلة من الزمن الابن الخلوق خليفة، وهو أمر ليس هيناً على النفس ولا سهلاً على العقل.. قسوة ما بعدها قسوة على أسرة الفقيد ومحبيه، مهما تعمقت روح الإيمان بالقدر وقضاء سبحانه وتعالى، فالإنسان يبقى ضعيفاً أمام الأقدار.

سكبت من الدموع في الحياة كثيراً، ولكني أشهد اليوم اقتلاعاً لجفوني واجتياحاً لصبري من الفراق المفاجئ، وحزناً وألماً على دموع ابنتي «منيرة»، ابنة الشقيق الوفي يعقوب، الذي أفنى عمره مع رفيقة دربه أم سليمان في بناء جسور المحبة والصدق ضمن محيطهما الصغير والكبير.

اعلمي يا ابنتي منيرة، أم عبدالعزيز، أن المصيبة تبدأ كبيرة وتنتهي صغيرة، وهذا هو مصابك ومصابنا الجلل.. والقدر المحتوم بانتظارنا جميعاً.. يختار من يشاء ويؤجل لمن يشاء.. لكن تبقى الذكريات الجميلة والعمل الطيب والوفاء والحب الصادق بلسماً يواسينا ويأسرنا حتى ونحن نواجه متلازمة الموت المفاجئ.

لا تسكبي الدمع يا ابنتي الغالية منيرة.. بل كوني شمعة لأبنائك.. كوني لهم الأب والأم الحنونة ومصدر الطيبة.. انه لطلب قاسٍ.. لكنك الطبيبة الاستشارية، التي ستجد عزاءها في إنقاذ أرواح البشر، وإنني على يقين من ذلك بإذن الله تعالى.

وعزاؤنا الأكبر في إرث المودة والمحبة والوفاء، الذي خلفه فقيدنا الغالي خليفة، فما شهدناه في عيون المعزين ومشاعرهم الجياشة كان له بالغ الأثر في الروح المفجوعة.

بحجم عزائي لقلبي المكلوم، أقاسم التعازي والمواساة الأخ العزيز عبدالعزيز العسعوسي وزوجته الفاضلة، وأفراد أسرتهم الكريمة كافة، داعياً المولى عز وجل أن يسكن فقيدنا خليفة جنات الخلود ويلهم الجميع الصبر والسلوان.

أصبحنا نعيش بين أسى متلازمة الموت المفاجئ في زمن كورونا، وقبل ذلك أيضاً عند الشباب والصغار، فكم تقلبت القلوب بين الآهات وهول الأخبار لوفاة هؤلاء، فما هو الحال حين تفقد أسرة كاملة الأقرب إلى القلب والنفس؟!

لا حول ولا قوة إلا بالله.. «إنا لله وإنا إليه راجعون»