الإنسان من حين ولادته إلى حين وفاته وهو يعيش ويتفاعل مع عالم كبير من البدائل التي تعتمد على قراره أو قرار من يتخذه عنه، بعض هذه القرارات التي نتخذها في حياتنا قرارات روتينية ونعرف فائدتها ممن سبقونا، لكن البعض الآخر يحتاج إلى دراسة كل بديل من جميع النواحي، حيث إنّ قرارات الماضي تؤثر على الحاضر. هناك عشرات البدائل، ولا أبالغ هناك مئات البدائل وعلينا أن نتعلم ثقافة البدائل في حياتنا ولا نُصِر على ما تعودنا عليه. عالم البدائل متنوع ومتجدد ومنه البدائل في الأدوية والأطعمة والملابس والحقائب والتمور والرز والأوعية البلاستكية وخطوط الطيران والمسكن والمشرب والرحلات والدراسة والألبان والأجبان ونكهات القهوة والبن والخضار والفواكه وطرق المواصلات والمقاهي والمطاعم والكثير. البديل هو ببساطه ما يمكن استبداله ويؤدي ما نهدف إليه وربما بنسبة مئوية أفضل أو أقل لكنه بديل مقنع وليس بديلاً لا فائدة منه.

على سبيل المثال لكل دواء مبتكر فترة حماية قانونية لا يسمح خلالها لأي شركة أخرى أن تصنع الدواء نفسه، وفي هذه الفترة لا تجد بالسوق إلا الدواء الأصلي بعد ذلك الدواء البديل. وميزة البدائل إنها تقدم لنا خيارات تؤدي إلى الهدف نفسه إلا في حالات حين لا يكون للدواء بديل. أتساءل هل البديل دائماً هو الأرخص سعرًا؟ بالتأكيد لا، وهذا ينطبق على عالم السيارات وأنواعها وصناعتها. هناك من يتردد في تعليم أطفاله من البنين والبنات في عملية اختيار بديل واحد من بدائل عدة من المنتج نفسه على اختلاف أنواعه خشية عدم معرفته واطلاعه. لا بأس والخطأ متوقع، وهذا هو الطريق الصحيح في عملية الاختيار، هذا ينطبق -وحسب رأيي- الطفل في المرحلة الابتدائية وربما قبلها بسنة أو سنتين.

هل بديل الدواء يتفق مع الدواء الأصلي؟ الإجابة نعم يتفق معه لكنه يختلف في اللون والشكل والاسم، لأنها تظل محمية من الشركة الأصلية. هل الحليب المصنَّع بديل لحليب الأم؟ ليس بديلاً لكنه مناسب للطفل على اختلاف مصنِّعية ومكوناته. كما ذكرت هناك مئات السلع والمنتجات البديلة وعلى الإنسان أن يقارن ولا يرفض البديل، وربما هناك من يضطر أن يستعمل البديل لعدم وجود الأصلي. وفي عالم الرياضة بعيداً عن السلع والمنتجات هل اللاعب البديل أقل مهارة وممارسة وإتقاناً من اللاعب الأصلي؟ ليس بالضرورة، هناك معايير أخرى لاختيار اللاعب الأصلي والبديل. وفي عالم الفن والغناء هل هناك بديل لسيدة الشرق أم كلثوم؟ الإجابة لا، ليس لها بديل رغم مرور أكثر من خمس وأربعين سنة. لكم أن تحددوا البديل والأصلي في حياتكم.

وفي الختام، ليس من الحكمة أن ترفض البديل في حياتك حين يكون الأصلي صعب المنال، هذا الرأي ينطبق على كل تفاصيل حياة الإنسان، فعوِّد نفسك على الاختيار الصحيح وعوِّدوا من حولكم على الاختيار المناسب كبديل. من أقوالي (ليس هناك بديل عن أمي وإن اجتمعت أمهات العالم).