حققت الفرار من المحيط السياسي والكتابة الجادة في التعبير نحو رحابة الوجدان عما اختزنته الذاكرة لأربعة عقود، مستحضراً صداقات وعلاقات بريئة وجميلة للغاية حتى اليوم.

ففي مقالي السابق بعنوان «أربعون عاماً من الوفاء»، تفجّرت الذاكرة والمشاعر وتأرجحت الذكريات بين الاستحضار والفرح عند جميع الأطراف المعنية في مقالي عن صداقات رائعة مع فريق الدراسة في السبعينات.

هناك بعض من الأصدقاء الذين جرى ذكرهم في مقال الوفاء، سكبوا الدموع، رجالاً ونساءً، علناً وسراً، وأنا في مقدمة الكل، منذ أن تولدت فكرة المقالة حتى خرجت إلى نور النشر والحياة مؤخراً.

فقد احتشدت مشاعري ونافس بعضها بعضاً حباً ووفاءً لعلاقات تألقت جمالاً منذ السبعينات حتى يومنا هذا، وكانت البلسم المداوي لقسوة الزمان على قلبي المُتعب وعقلي الباحث عن استراحة وجدانية مع النفس العليلة.

أنقذني الأخ الكبير والصديق العزيز الدكتور خليفة الوقيان من تسكع خشيتي من ردود الفعل على مقالي الوجداني، فقد تكرّم أبو غسان بالتعليق ليلة النشر، مشجعاً.. بل مرحباً بما سطره قلمي العنيد كثيراً.

علق الشاعر خليفة الوقيان كتابةً على المقال: «المقالة وجدانية جميلة، وأمر لطيف أن يخرج الكاتب السياسي الاجتماعي بين حين وآخر من صرامة نقد الأوضاع إلى رحابة الوجدان».

فعلاً، أنقذني أخي الشاعر خليفة الوقيان من هذيان المشاعر والتفكير، فهو المعروف بصراحته وشفافية رأيه وقبوله برحابة صدر لمن ينتقد آراءه، ومن أشد مؤيدي تقبل الرأي الآخر.

أما الأخت العزيزة سعاد المعجل فقد علقت عبر تويتر: «مقال مؤثر ورقيق جداً يا بوفواز.. الله يديم الصداقة فهي من ثراء الوجود».

وتفضل مشكوراً أخي الروائي وليد الرجيب بالتعليق برسالة رقيقة: «مقالة لطيفة خارج سياق مقالاتك، وأظن على الكاتب ألا يطبع كتاباته بنسق واحد».

جاءت تعليقات صادقة أخرى واتصالات عفوية من داخل الكويت وخارجها، وخصوصاً من فريق السبعينات في أميركا.

من جانبه، أسعدني أخي العزيز شبيب الفضلي باتصاله الفوري حول هذه الذكريات الخالدة منذ 40 عاماً بالقول: إنها «مفاجأة جميلة».. داعياً إلى دوام الود والأخوة بيننا وألا يفرقنا الزمن.

دموع الفرح بلا وجل كانت العامل المشترك الذي اقتحم وجدان أكثر من طرف.. لأن المقالة حملت في طياتها أكثر من حكاية وذكرىات رائعة، وجدانية المنشأ.

***

لا تملين الشعر.. وأنا القصيدة

صاغها من لوعة أيامي زماني

المعاني من غرابيلي.. جديدة

من عذابي.. لحّنوا حلو الأغاني

كلما ونيت.. ردوهـا نشـيدة

واسمع جروحي تصيح بصوت ثاني

حرفي المجروح سامرهم يعيده

كلما ودعت مـوجـوع.. لفاني

مع جميع الناس وأفكاري وحيدة

شالوا الحاني وأنا شلت المعاني

زلّـت الأيام.. وأحـلامي بعـيدة

والغريب.. يعذبه طــول الثواني

الحزن لي ضاق في صدري شديدة

ابتسم.. لين يغبطني من لقاني

يا حبيبة.. شعري وغالي خريدة

يا اشتياق الروح.. يا داعي حناني

يا عروس في خيالاتي.. فريدة

زفها ركب الغرام.. إلى مكاني

أنتِ.. والأيام في وجهي عنيدة

والليالي سارية.. والعمـر فاني

#خالد_الفيصل #محمد-عبده