في عام 2021 تكون قد مرّت عشرون عاماً على أحداث 11 سبتمبر، وعشرة أعوام على مقتل أسامة بن لادن.

أصبح تنظيم القاعدة، ونسخته التالية «داعش» بمثابة التهديد الأكبر للأمن القومي في كل الدول الإسلامية، وأصبحت جماعات الإسلام السياسي هي المؤسسة العالمية لصناعة الجوع والخوف، ولقد عصفتْ هذه الصناعة بالعديد من المجتمعات المسلمة، من جنوب الفلبين إلى بحيرة تشاد، ومن تخوم الشام إلى شواطئ موزمبيق.

لقد توهج نجم أسامة بن لادن وأصبح حديث العالم.. مقالاتٍ وشاشات، أفلاماً ومؤلفات، وإذْ توهج بن لادن انطفأ الوهج في العالم الإسلامي، لتُصبح صورة المسلم موضع لغط واتهام، وهدفاً لكثيرين رأوا في بن لادن وتنظيمه الإجرامي نموذجاً للدين.

ضمن الأضواء التي لم تنقطع عن بن لادن وقاعدته، صدر في الولايات المتحدة هذا الأسبوع كتاب بعنوان «صعود وسقوط أسامة بن لادن»، وقد نشرت صحيفة «نيويورك بوست» قصة مثيرة تضمَّنها الكتاب بشأن النهاية الغامضة.

يروي الكاتب أنَّهُ في عام 2004 شعر بن لادن بأن واشنطن منشغلة في العراق، وأن هذا هو الوقت المناسب لتدبير ملاذ آمن ودائم، طلب بن لادن من حارسه «إبراهيم سعيد» شراء أرض وبناء فيلا حصينة في «أبوت آباد».

تم بناء الفيلا من ثلاثة طوابق، في الطابق الثالث توجد استراحة لـ«بن لادن» وشرفة حصينة بسور مرتفع، وعاشت الأسرة ذات الخمسة عشر فرداً في الطابقين الأول والثاني، وتم بناء منزل صغير ملحق بالفيلا.

عاشت أسرة إبراهيم سعيد في المنزل الملحق، وأصبحت أسرته هي الواجهة الرسمية أمام السلطات كمالكة للعقار.

حسبما نقلت «نيويورك بوست» عن الكاتب، فإن ضابط مخابرات باكستاني رصد «إبراهيم سعيد»، ولما شكّ في شأنه أبلغ الاستخبارات الأمريكية، إلى أن تم الوصول إلى الفيلا المعزولة.

كانت هناك خمسة أدلة على احتمال أن يكون بن لادن في المنزل: عدم وجود هواتف أو إنترنت، قلة عدد النوافذ، إحاطة الشرفة العليا بسور مرتفع، حرق القمامة داخل السور، وأمّا «حبل الغسيل» فقد كان الدليل الأهم، حيث يوجد ملابس لرجل واحد وأسرة كبيرة لا يمكن أن تكون أسرة إبراهيم سعيد.

أدّت غارة أمريكية أمر بها الرئيس باراك أوباما إلى مقتل بن لادن في مايو 2011، وحسب تعليق الصحيفة الأمريكية: «لو كان بن لادن عنده مجفف ملابس لكان مصيره مختلفاً». التعليق الأهم - في تقديري - لو كان بن لادن عنده «مجفف تطرُّف» لكان مصير العالم مختلفاً.