ليس على بلدانها «فهذا موضوع آخر» ولكنها وهنا ورطتها التي لم تحسب حسابها تحولت إلى عبء على حلفائها من أنظمة ودول لاعبتها مؤقتًا لحسابات ومصالح معروفة لدى الجميع الا «المعارضة» العربية المعنية مباشرةً بعلاقات وارتباطات سعت إليها وتكالبت عليها ولم تشعر للحظة واحدة انها مجرد «ورقة ضغط» محكومة بتاريخ انتهاء وانتفاء الحاجة إليها وفي أحسن الأحوال ستركن على الرفوف المنسية ولن نقول المهملة.

حدث ذلك مع «معارضات» عراقية من حزب الدعوة والشيرازيين فعدد منهم ممنوع من دخول إيران الآن وهو الذي قاتل في صفوفها ضد جيش بلاده، وبعضهم غير مرغوبٍ في زيارته لطهران وحتى لمشهد للزيارة أو العلاج او غيره.

وبعضهم من مصر «جماعة الاخوان المسلمين» وكما قرأتم وسمعتم منعهم من الظهور في القنوات وتقديم البرامج وحتى منصاتهم في الميديا التي لجأوا إليها تم ايقافها ومنعهم من الظهور عليها تمامًا.

وهناك جماعات غادروا إلى أوروبا خشيةً من تسليمهم لبلدانهم وانقطعت صلتهم بالاعلام نهائيًا بعد ان طلبوا اللجوء السياسي في تلك العواصم الغربية.

ايران وتركيا تحديدًا تعيدان تموضع علاقاتهما مع دول الجوار والاقليم وفق تفاهمات جديدة فتحت ملفاتها، وهو تموضع ليس في صالح «معارضات» ألقت بكل أوراقها في سلتهما وتعيشت على الأُعطيات والتمويلات لمشاريعها الاعلامية، وغاب عنها ان الدول ليست جمعيات خيرية!!

في كل منطقة في العالم هناك اعادة ترتيب للأوراق وهذا شيء طبيعي ومعتاد في دورة الاعوام والأيام، ووحدها «معارضتنا العربية» لم ترتب أوراقها يومًا وفق المتغيرات والتحولات والتبدلات.

أما اعادة التموضع فلا يرد في قاموسها السياسي وفي عقول السادة المنظرين، بل في حالات خيبتهم وانكسار مشاريعهم في الاستحواذ على الحكم والسلطة يكابرون بطريقة شمشونية مدعاة للسخرية ويوغلون في التراجع لا في المراجعة، وهو تراجع إلى الدوائر المغلقة حدّ الاختناق يتنفسون من خلالها عبر خطاباتهم القديمة المستهلكة وقد علاها الغبار.

وفي المكاتب المغلقة لدول «احتضنتهم» وفق مصالحها وتغيرات المعادلة الآن، بدأ الهمس عن كون هذه «المعارضة» قد اصبحت عبئًا في طرق اعادة تموضع تلك علاقات تلك الدول التي لم تترد عن اصدار اشارات واضحة من تململها من هكذا «معارضة» على أراضيها، وهي اشارات ومؤشرات نقلتها الصحف والميديا والمنصات الالكترونية، وفهم كل الناس ان ثمة «شيئًا» طرأ على المناخ الا تلك «المعارضات» لانها تورطت حين افرطت وحين فرطت، ولم تفهم الفرق وان فهمت الاشارات والمؤشرات لكنها لا تملك «فعلاً».

وهي حالة اشبه بالضياع وحالة ارتباك مؤكد بدأ يعلن ويفصح عن نفسه من خلالهم «المعارضات» في لغة متوترة وكتابات قلقة وعصبية تبحث عن متنفس لحالتها فيتضاعف ارتباك لغتها.

أن يتحول وجودك في أي مكان حتى داخل اسرتك إلى عبء عليهم هو الكارثة عينها، والبحث عن مخرجٍ منها اشبه بالمستحيل لمن لم يتحرك في التوقيت المناسب ولمن يأخذ القرار في وقته، فالقرار السياسي يحكمه توقيته ووقته.

ومرةً اخرى وليست اخيرة وحدها «معارضتنا العربية» لم تدرك يومًا مواقيت القرار السياسي الخاص بها، فاعتمدت منذ بدايتها على ردة الفعل وخسرت المفعل في ملاعب الفعل.