انتقلنا من إبهار الشكل في معرض «إكسبو دبي» إلى إبهار المضمون. مرت العشرة أيام الأولى بأفضل مما كان متوقعاً، فالكل راهن على قدرة دبي على تقديم ما يدهش العالم يوم الافتتاح، وأن الفضول سيلعب دوراً مهماً في حث بعض الفئات على الزيارة، وأن تكون أعداد الزوار من داخل الإمارات أكبر بكثير من القادمين من الخارج، لكن ما حصل تخطى هذه التوقعات وكأنه يقدم الدليل القاطع على السمعة الطيبة التي انتشرت في الخارج عن الإمارات ودبي والمعرض الدولي الضخم «إكسبو 2020».
استقبل إكسبو 2020 دبي 411768 زائراً في العشرة أيام الأولى، والأرقام تبشر بالخير الآتي لأن انطلاق هذا المعرض، رغم أهميته الكبرى عالمياً وكونه أول معرض من هذا النوع في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، يتصادف مع بداية العام الدراسي بعد انتهاء الإجازات الصيفية، أي عودة النشاط العملي في كل المؤسسات في العالم، ما يعني أيضاً أن الأيام المقبلة ستحمل معها الكثير من المناسبات والعطل وأعياد الكريسماس ورأس السنة وعطلة الشتاء (أو الثلج) في الدول الغربية، والتي سيكبر معها الإقبال إلى دبي ومعرضها الساحر.
هذه المرة عيوننا على الخارج، لأن ثلث زوار المعرض حتى الآن من خارج الإمارات، ويقصد إكسبو مجموعات من مختلف الجنسيات (ينتمي الزوار لنحو 175 دولة) والأعمار.
ما يلفتك في الملاحظات حول أعداد زوار المعرض وطبيعتهم خلال هذه المدة، أن الرقم 411768 زائراً لا يشمل ممثلي الدول والوفود المشاركة في إكسبو والضيوف والشركاء ولا العاملين بالحدث، وأن 1 من كل 5 زائرين قام بزيارة إكسبو أكثر من مرة. كل ما في المكان يشد الكبار والصغار ويدعوهم للعودة لأن مرة واحدة لا تكفي لزيارة كل الأجنحة والتشبّع من كل تفصيلة هناك، ناهيك عن وجود نحو 150 روبوتاً في إكسبو تتجول في كل مكان، تواكب الزوار وتساعدهم، ويجيب كل روبوت عن تساؤلاتهم لأنه ببساطة يجيد التواصل مع كل منهم وفق لغته وجنسيته.
الأرقام مبشرة وتدعونا للتفاؤل أكثر، وإذا كانت دبي مقصداً للسياح في مواسم الإجازات الطويلة فإن إكسبو تجاوز المواسم واستطاع سريعاً جذب الزوار، ولا شك سيكون الإقبال أكبر خلال الشتاء، خصوصاً أن اسم دبي صار العلامة المميزة والوجهة الأقرب إلى قلوب كل الناس من مختلف دول العالم، وزيارتها أمنية يسعى كثيرون لتحقيقها.