يبقى أن السعودية وفي سعيها لتحقيق التنمية المستدامة لمدنها، دأبت عبر مختلف الجهات والأجهزة المعنية وتماشيا مع مسيرة التحول الطموحة والرؤية المبنية على تطوير استراتيجيات وسياسات وبرامج التنمية العمرانية في كافة المستويات التخطيطية الوطنية والإقليمية والمحلية.

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 31 أكتوبر من كل عام بوصفه اليوم العالمي للمدن؛ من أجل تعزيز رغبة المجتمع الدولي في نشر الحضرية على مستوى العالم، والدفع قدما نحو التعاون بين البلدان لاستغلال الفرص المتاحة والتصدي للتحديات الحضرية، والمساهمة في التنمية الحضرية في كل أنحاء العالم.

حيث تعاني المدن في جميع أنحاء العالم بشكل متزايد من آثار التحديات والمخاطر المرتبطة بالمناخ في عالم يزداد احترارًا، وجب النظر في معالجة الآثار المباشرة وغير المباشرة لتكرار حالات الجفاف وموجات الحر والتخفيف من حدتها والاستجابة لها.

وبالرغم من التحديات الجسيمة التي تواجهها كثيراً من المدن، إلا أنها كذلك أماكن للفرص والابتكار في تطوير حلول مستدامة تساعد على تكييف المدن من أجل المرونة المناخية والحضرية المستقبلية ولصحة ورفاه الناس والبيئة.

وتتفرد المملكة في تبنيها كل ما من شأنه ازدهار البشرية، من خلال القائد الملهم الأمير محمد بن سلمان الذي صنع الحاضر الجميل والمستقبل المشرق بدءاً من إطلاق الثورة الحضارية في مشروع «ذا لاين» العملاق في منطقة نيوم، هذه المدينة المليونية والتي تأتي بطول 170 كلم تحافظ على 95 % من الطبيعة في نيوم، وستكون فيها "صفر شوارع وصفر سيارات وصفر انبعاثات كربونية"، لمشروع يغير شكل وطبيعة المدن التي يعرفها العالم اليوم، بتجربة استثنائية تخلق التوازن بين الإنسان والطبيعة.

وفي نفس منعطف يوم المدن العالمي، ننطلق إلى البرنامج "الموئل" السعودي الهادف إلى تحليل مدى التزام مختلف المدن السعودية في تنفيذ الاستراتيجيات المكانية الوطنية والإقليمية وجدوى مثل هذه الاستراتيجيات من أجل إعادة صياغة رؤية جديدة للتخطيط من خلال التشخيص الدقيق لكافة التحديات التي تواجه المدن، واستكشاف النمط الحضري الأمثل لتمكين المدن من المنافسة وجذب الاستثمارات، وفتح آفاق جديدة لتنمية المهارات والابتكار والتجديد، وتشجيع مشاركة المجتمع.

برنامج "مستقبل المدن السعودية" عبارة عن برنامج تعاون بين وزارة الشؤون البلدية والقروية وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل)، تم تنفيذه بالتعاون الوثيق مع أمانات 17 مدينة سعودية رئيسة تم اختيارها بناء على أحجامها السكانية المختلفة وتوزيعها الجغرافي، إلى جانب مجموعة من المعايير المعتمدة على القدرات والإمكانيات الاقتصادية لخلق تنمية إقليمية أكثر توازنا بين مدن المملكة العربية السعودية، وشملت كل من مدينة الرياض مكة المكرمة جدة الطائف، المدينة المنورة، تبوك، الدمام، القطيف، الأحساء، أبها، نجران، جازان، حائل، عرعر، الباحة، بريدة، سكاكا، حيث تستفيد هذه المدن وتتعلم من بعضها البعض في ضوء سعي المملكة لخلق تنمية إقليمية أكثر توازنًا بين المدن.

كما يهدف برنامج "مستقبل المدن السعودية" لتحقيق التحضر المستدام في المملكة العربية السعودية، فهو يساهم في تغيير كيفية تصور التنمية الحضرية ومعالجتها في البلاد من خلال الترويج لبرنامج حضري جديد، والهدف من ذلك في النهاية هو بناء مدن مستقبلية يمكنها تحقيق التوازن بين ثلاثة أهداف أساسية: نوعية الحياة والقدرة على التنافس الاقتصادي وحماية البيئة.

يوفر برنامج مستقبل المدن السعودية نهجًا شاملاً لتطوير سياسة استراتيجية حضرية وطنية يقوم بجمع الطاقة المشتتة وإمكانات المراكز الحضرية في إطار منظومة وطنية على مستوى الأقاليم والمحافظات والمدن، وبتنسيق عمل مختلف القطاعات والمستويات الحكومية، ووضع حوافز لممارسات أكثر استدامة.

يبقى أن السعودية وفي سعيها لتحقيق التنمية المستدامة لمدنها، دأبت عبر مختلف الجهات والأجهزة المعنية وتماشيا مع مسيرة التحول الطموحة على تطوير استراتيجيات وسياسات وبرامج التنمية العمرانية في كافة المستويات التخطيطية الوطنية والإقليمية والمحلية، كان من نتاجها إعداد استراتيجية عمرانية وطنية واستراتيجيات تنمية إقليمية ومخططات هيكلية تشمل كافة القطاعات بما يسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030.