بهذه الجملة الشعرية التي أستعيرها من الكاتبة الكبيرة فاطنة المرنيسي وقد كانت أحد عناوين كتبها، أجدها مناسبة ونحن نحتفل بانطلاق أعمال مؤتمر «تمكين المرأة ودورها التنموي في عهد الملك سلمان» في رحاب جامعة الإمام محمد بن سعود لمدة ثلاثة أيام، هذا المؤتمر الذي سيقدم أشكالا متعددة لحضور المرأة في جميع المجالات، مستندة هذه التحولات على نظام جعل مشروع «تمكين المرأة» من أهم برامج رؤية المملكة 2030، والدور التنموي للمرأة في عهد الملك سلمان تقدم بشكل كبير وملحوظ، فإن نظرنا للفجوة السابقة التي سجلت غيابا تاما لحضور المرأة بوصفها صانعة قرار في جميع المجالات للأسف، فمن خلال التقرير الذي أصدرته الهيئة العامة للإحصاء والذي أشار إلى تحقيق مؤشر زيادة مشاركة المرأة الاقتصادية في سوق العمل مثلا من نسبة 25.9% وذلك في تقرير الربع الأول من هذا العام، فقد تجاوز المستهدف النسبة المطلوبة لهذا العام، إذ كانت الوزارة تستهدف في هذا المؤشر بلوغ نسبة 25% لعام 2020، وهذا يعني تحقيق الطموح بفاعلية، وهنا تكمن الرغبة الحقيقية لبلوغ نسبة عالية للمؤشرات المحققة للأهداف المراد بلوغها في مشروع تمكين المرأة.

كذلك أشار التقرير إلى قضية مهمة جدا وهي انخفاض نسبة البطالة بين الإناث وزيادة مساهمة المرأة في التنمية الاقتصادية خلال الربع الأول من العام 2020، فتفعيل ومتابعة زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، وتقليص الفجوة بين القوى العاملة من الجنسين يحقق التوازن الاقتصادي الذي يفرضه تموضع محور العمل في قلب السياسات الاقتصادية، والتي تستوجب مشاركة الجنسين في دعم الاقتصاد ومجمل الناتج المحلي، لدفع الاقتصاد الوطني نحو التقدم. فارتفاع مؤشر حصة المرأة في سوق العمل (من القوى العاملة) «للربع الأول من عام 2020»، كان المستهدف خلالها هو (24%) فيما حقق المؤشر ارتفاعاً ليبلغ نسبة (27.5%) وهو ما يعكس مدى نجاح خطط التوطين والتمكين وارتفاع نسبة الوعي بأهمية مشاركة المرأة في سوق العمل، والدور الذي يحدثه التمكين في المؤشرات الاقتصادية.

ربما يرى البعض أن عمل المرأة يؤثر على الفرص الوظيفية للرجل، وهذه نقطة حساسة اجتماعيا لابد من العمل على التوعية بخطأ مثل هذه المقولات، فعمل المرأة ومردوه الاقتصادي على أسرتها ومجتمعها لا يقل أهمية عن عمل الرجل بل إن المرأة في إحساسها بالمسؤولية معادلة لإحساس الرجل بذلك بل ويفوقه في بعض الأحيان!

مثل هذه القضايا لها حضورها القوي في أوراق المؤتمر لسببين: السبب الأول الحضور المؤثر والفاعل للمرأة السعودية في الساحة المحلية والدولية، والثاني والأهم: الدعم التشريعي القوي الذي تحظى به المرأة من خلال الأنظمة والقوانين، وهذا ما كانت تفتقده المرأة سابقا رغم عملها الذي كان يتعرض لهجوم وانتقادات واسعة.

النجاح الحقيقي هو استثمار هذه الفرص الهائلة التي تحظى بها المرأة السعودية، ودعمها اجتماعيا حتى نقطف ثمار هذه المرحلة في تحقيق رؤية 2030.