حين عقدت الإمارات ودبي العزم على إحداث تحول تاريخي جديد في مسارات التنمية وقوة الاقتصاد، كان لا بد من إسناد هذه التوجهات وخططها الاستراتيجية بعماد جديد وقيادة قادرة على مواكبة تطلعات المرحلة المقبلة وسرعة تطوراتها، وهذا ما كان بالفعل، إذ مثل تعيين مكتوم بن محمد نائباً لرئيس الوزراء وزيراً للمالية، دفعاً قوياً لتوجهات حكومة الإمارات في مرحلة الخمسين الجديدة، ودعماً لا يقل أهمية لخطط تعزيز الاقتصاد الوطني.

على مستوى إمارة دبي، كذلك، شهدنا بنتائج سريعة وملموسة أن الرهان على خبرات مكتوم بن محمد القيادية وتجاربه الواسعة، كان في مكانه، فقد نهض سموه إلى المهام الجسام التي كلف بها بانطلاقة قوية وفورية أظهرت مدى العزيمة والإرادة الصلبة في إحداث تغيير فعلي في منظومة التنمية وأعمدة الاقتصاد، وهذا ما شهدناه في التجاوب الكبير من الاستثمارات في أسواق المال والبورصات في الإمارة، مع القرارات التي كان سموه من خلالها يرسم طريقاً جديداً للتطوير النوعي فيها.

نشاط سموه وتحركه السريع كان مؤشر تأكيد على جدية التوجه والعمل على تنفيذ رؤية محمد بن راشد في صياغة استراتيجية تطويرية شاملة لأسواق المال في دبي، وتحفيز النمو عبر سياسات وخطط عمل تحقق طموح الإمارة في مضاعفة حجم الأسواق المالية إلى 3 تريليونات درهم خلال الفترة المقبلة، وهي رؤية طموحة احتاجت إلى مثل هذا القائد الذي اكتسب أهم سمات القيادة في مدرسة والده محمد بن راشد، ليمتلك قدرات استثنائية في الإدارة والتوجيه، وهي إضافة إلى معارفه وخبراته وتجاربه المتميزة وانفتاحه الفكري، تشكل عوامل دفع قوية لمضاعفة الإنجاز وتحقيق الأهداف في رؤية دبي التنموية.

حزمة من القرارات اتخذها سموه فور التكليف شملت تعيين مجلس إدارة جديد لسوق دبي المالي بعضوية مجموعة من الكفاءات التخصصية، والإعلان عن إدراج 10 شركات حكومية وشبه حكومية في سوق دبي المالي، وتشكيل لجنة إنفاذ القانون لأسواق المال بدبي، ومحاكم خاصة بالأسواق المالية، وجميعها كان لها صدى مباشر انعكس على أداء سوق دبي المالي، وهو ما تؤشر عليه قراءة سريعة للنتائج القياسية في السوق التي تلت هذه القرارات، وفي أقل من 3 أسابيع، فقد حققت القيمة السوقية مكاسب بأكثر من 38 مليار درهم، وارتفعت قيمة التداولات بقيمة 270% إلى 15.5 ملياراً، كما ارتفع المؤشر العام للسوق بأكثر من 13.7%، الأمر الذي يبشر بنمو مضاعف لمكانة دبي كمركز إقليمي وعالمي للمال والأعمال، في فترات قياسية مقبلة.

رهان محمد بن راشد، على مكتوم بن محمد، لهذه المهمة العظيمة في صنع مستقبل جديد لاقتصاد دبي، كان رهاناً كاسباً، وثقة وأمانة صادفت أهلها، ومع هذا الحماس والطاقة المتفردة في العمل سنشهد سريعاً مراحل وتحولات في تنافسية دبي واقتصادها في مختلف القطاعات.