أعلنت هيئة الصحة العامة «وقاية» الدليل الإرشادي للعودة للمدارس في ظل جائحة كورونا لطلاب الفئات العمرية أقل من ١٢ سنة، الدليل أعفى عددا من الطلاب الذين يعانون من أمراض محددة من الحضور، كما فرض قواعد دخول وخروج الطلاب، وممارسة الأنشطة الرياضية، وتوزيع أوقات الاستراحة، وإغلاق المقاصف مع توزيع الوجبات داخل الفصول وهي مما نبهت له في مقال سابق عند إعلان عودة الدراسة الحضورية لرياض الأطفال والمرحلة الابتدائية!

الدليل الإرشادي يفرض وجود تباعد لا يقل عن ٦٠سم بين أماكن جلوس الطلاب داخل الفصول، وتباعد متر ونصف المتر بين الطلاب عند الدخول والخروج، فهل يمكن تحقيق ذلك واقعياً؟ ربما يمكن تحقيقه في فصول بعض المدارس النموذجية والأهلية التي تتميز بالمساحة الواسعة بما يتناسب وعدد الطلاب، لكن في كثير من المدارس الأخرى لا يمكن تحقيقه؛ لأن الفصول مكتظة ومساحات الممرات والساحات ضيقة خاصة في المدارس المستأجرة، فكيف يمكن الالتزام بالدليل الإرشادي؟!

مسألة تنظيم التزاحم عند البوابات وأوقات الدخول والخروج من أصعب الأمور التي تواجه إدارات المدارس في الأوقات العادية فما بالك في الأوقات الاستثنائية، لذلك يعتمد نجاح تطبيق هذا الدليل الإرشادي على التزام كامل من الإداريين والمشرفين والمعلمين داخل المدارس لتحقيق المصلحة العامة، وهنا نستحضر روح المسؤولية لديهم أكثر من الامتثال للتعاميم والتوجيهات والبروتوكولات، مما يبرز مجددا الدور الكبير الذي تقوم به أسرة المدرسة في رعاية الطلاب والطالبات تعليميا وتربويا وصحيا، وأهمية تقديره من الوزارة والأسرة!

باختصار.. العودة للمدرسة ضرورية للحد من الفاقد التعليمي والتأثير الاجتماعي للعزلة التي عاشها الطلاب طيلة فترة الدراسة عن بعد، أما تطبيق الدليل الإرشادي فهو اختبار لقدرات المؤسسة التعليمية!