يبدو أن العالم وصل إلى قناعة أن التعايش مع كورونا أمر لا بد منه. إذ شهد هذا الأسبوع عدة رسائل، تؤكد الإصرار على العودة إلى الحياة الطبيعية.
إسبانيا قررت مع نهاية الشهر المقبل أن تتخلص من كل المظاهر الخاصة بالاحترازات الصحية. بريطانيا هي الأخرى قررت التخلي عن التحوطات بما في ذلك إلزامية ارتداء الكمامة. خليجيا كانت المملكة والإمارات قد أعلنتا خطوات لافتة في وقت مبكر فيما يخص المساجد والملاعب الرياضية، والمطاعم، والفعاليات... إلخ. ولكن هذه الإجراءات كانت مشروطة بالاحترازات في الأماكن المغلقة، وبعد ظهور أوميكرون عادت الكمامات حتى في الأماكن المفتوحة. نجاح المملكة والإمارات ودول خليجية أخرى جاء نتيجة خطوات جادة فيما يخص التطعيمات التي وصلت إلى نحو 90 في المائة. مع قصر دخول الأماكن العامة على المطعمين فقط.
فرنسا هي الأخرى وفي مسعى إلى كسر المخاوف أقرت بعد طول نقاش إلزامية الحصول على اللقاح للسماح بدخول الأماكن العامة، وهو الإجراء الذي اعتمدته المملكة في وقت مبكر من خلال تطبيق توكلنا إضافة إلى إمارة أبو ظبي في الإمارات من خلال تطبيق الحصن.
لكن التطور اللافت هو التوجه الذي أعلنته إسبانيا وبريطانيا بخفض إجراءات التعامل مع الوباء. وهذا التوجه يذكرنا ببدايات ظهور الوباء إذ قررت عدة دول منها بريطانيا على سبيل المثال التعايش مع الوباء في محاولة للوصول إلى المناعة المجتمعية، لكنها سرعان ما تراجعت نتيجة عدم قدرة النظام الصحي على استيعاب الحالات الحرجة.
ورغم استمرار تحذيرات منظمة الصحة العالمية، إلا أن هناك مبادرات مؤثرة على مستوى العالم كانت ولا تزال تصر على ضرورة إيجاد حلول تسهم في تحقيق التعافي الاقتصادي.
المؤكد أن إسبانيا وبريطانيا ستكونان تحت المجهر، وقد تقدم للعالم نموذجا إيجابيا مشجعا. بالمناسبة حالة إسبانيا تتشابه مع حالة المملكة والإمارات ودول خليجية أخرى في كونها حققت نسب تطعيم وصلت إلى 90 في المائة من إجمالي السكان.