وحده الراحل الشيخ ناصر صباح الأحمد، النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع الأسبق، الذي لم يتقبل مفهوم التضامن الحكومي الانتحاري، ولم يتنازل عن قناعته الوطنية، لذا حصد محبة الشعب بلا حدود، فهو خسارة لا تعوض حكومياً.

خاض الشيخ ناصر صباح الأحمد، رحمه الله، معركة سياسية وإصلاحية من دون وجل أو تردد في اتخاذ القرار الصائب لمصلحة الكويت وطناً وشعباً.. وقع على بلاغاته القضائية ولم يحسب حسابات لأطرف أخرى أو حتى أبناء عمومة.

ناضل الشيخ ناصر صباح الأحمد وحده ضد التضامن الحكومي والأسري أيضاً.. كاسراً قواعد سياسية هشة وحالمة حكومياً.

لم يستفد الشيخ صباح الخالد في حكومته الأولى وحتى الرابعة درساً واحداً ولا فعلاً ملموساً من أخيه الأكبر المرحوم الشيخ ناصر صباح الأحمد حين كان على فراش المرض وقبل ذلك في رحلات العلاج.

اليوم، يسير الشيخ صباح الخالد في حكومته الرابعة نحو مبدأ التضامن الانتحاري والتحالف المميت، من دون استشعار التكلفة السياسية عليه شخصياً ومخاطر مفهوم التضامن الحكومي الانتحاري والتحالفات غير المبررة سياسياً!

لم يكن مستغرباً تعاظم الاعتذارات من الانضمام لفريق صباح الخالد الوزاري، فمفهوم التضامن مع مجمل القرارات والسياسات والمواقف الحكومية يعني القبول الفردي بالانتحار سياسياً واجتماعياً كما يصوب الإنسان المسدس إلى رأسه إرادياً!

يقود، بلا شك، التضامن الحكومي الانتحاري إلى ترسيخ النفور السياسي من القبول بالحقيبة الوزارية ويقود أيضاً إلى تلاشي الأمل في دخول الحكومة عناصر إصلاحية قادرة على العمل والانجاز ضمن فريق وزاري متناغم في تحقيق الآمال المفقودة منذ عقود.

قد تستفيد من النفور السياسي والاجتماعي في تولي الحقيبة الوزارية مع صباح الخالد أو غيره على الأرجح عناصر مستميتة على البهرجة الوزارية حتى لو لأيام وشهور معدودة، في حين الخاسر الأكبر هي المصلحة العامة للدولة والشعب ككل.

تتضرر من مبدأ التضامن الحكومي الانتحاري بشكل سياسي فادح أيضاً العناصر الواعدة من أبناء أسرة الصباح، الذين يسعون كباقي أفراد الشعب الكويتي إلى قيادة الإصلاح والتصدي للفساد وتحقيق تنمية مستدامة لتنعم بها الأجيال القادمة كما فعل الشيخ ناصر صباح الأحمد.

نشهد حقبة الإيذاء السياسي، إن صح التعبير، بحق الوطن والإصلاح والانتقال بالدولة نحو مستقبل زاهر لنا وللأجيال القادمة.. لا ننشد من صباح الخالد سوى الاقتداء بعمل ونهج الراحل الشيخ ناصر صباح الأحمد، الذي قاد معركته وحده ضد الفساد من أجل الكويت.

وجب اعتذار رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد عن بدعة «تأجيل الاستجوابات المزمع»، وتصحيح مسار العمل الحكومي والتراجع عن التضامن الانتحاري مع البعض في مجلس الأمة قبل فقدان الأخ الفاضل الشيخ حمد جابر العلي وزير الدفاع، وقبل فوات الأوان حكومياً وسياسياً.