الحزم والشدة والسرعة التي جاء بها الرد على جريمة الحوثي الإرهابية باستهداف مناطق مدنية في الإمارات، تبعث جميعاً برسالة قوية أن عبثاً بهذا الحجم لن يمر مرور الكرام، ولن يضعف العزيمة على إرساء الحق، بل سيتحول إلى عامل حسم وإصرار على تخليص المنطقة من هذه الميليشيا الظلامية وأجندة الشر التي تحملها، هي ومن يقف وراءها.

العملية الشاملة والمتواصلة التي بدأها التحالف العربي لردع إجرام وإرهاب الحوثي، تؤكد مجدداً أن الإمارات والسعودية تقفان معاً على الدوام في تحالف خير لا تنفصم عراه لتحصين أمن المنطقة ودولها وشعوبها وحماية مكتسباتها واستقرارها وتنميتها، وتجنيبها مساعي قوى الهدم وميليشيا التخريب، كما تؤكد أن هذا التحالف يقف بقوة وبسالة وحزم في وجه أي إجرام أو عبث أو حتى استخفاف يهدف إلى نشر الفوضى أو التأثير في السلم الإقليمي أو الدولي.

ينبع هذا التحالف من إيمان لا يتزعزع بأن أمن الإمارات والسعودية، وكذلك أمن المنطقة، هو كل واحد لا يتجزأ، الأمر الذي أكدته ردود فعل الدول العربية ودول العالم والتي بادر قادتها إلى الاتصال المباشر مع محمد بن زايد، ووزراء خارجيتها إلى الاتصال مع عبدالله بن زايد، لإعلان إدانتهم الشديدة لهذا الإجرام الجبان، ووقوفهم وتضامنهم الكامل مع الدولة.

ما الذي جلبه الحوثي لنفسه من وراء محاولات العبث هذه التي يدرك أنها لن تنال من الإمارات وأمنها؟ سوى أنه فتح النار على نفسه، وأظهر أجندته الشريرة المهددة للأمن والسلم إقليمياً ودولياً أمام العالم أجمع، الذي سارعت دوله وقادته إلى التضامن مع الإمارات، في إجماع والتفاف حول الدولة التي تمثل نموذج إشعاع حضاري للاستقرار والسلم والإنجاز ونشر الخير للجميع، وفي رسالة شديدة اللهجة من كبرى الدول، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، أن محاولة تهديد أمن الإمارات لن تمر من دون محاسبة.

إن ما يؤشر إليه هذا الإجماع بوضوح أن العالم بأسره، بدأ ينفض يديه من ادعاءات الحوثي الزائفة بالسير في طريق السلام، وتأكد للعالم اليوم بكل الأدلة القاطعة، أن هذه الميليشيا الإرهابية هي تهديد خطير لأمن المدنيين في مدن اليمن وفي المنطقة، كما أنها تشكل خطراً دائماً على خطوط الملاحة في البحر الأحمر وعلى إمدادات الطاقة، وأن ما أظهرته من استهتار واستخفاف بكل الأعراف والقوانين الدولية، وتحديها المتواصل والسافر للمجتمع الدولي، يحتاج إلى ردع شامل لا يبقي لها أي قدرة على الاستمرار في غيها ويوقف تماماً أجندتها الفوضوية والتخريبية.

حزم التحالف العربي في وجه ميليشيا الإرهاب الحوثي، والإجماع العالمي على إجرامها، يحتاجان أيضاً إلى مسارعة المجتمع الدولي إلى حزم مماثل على أرض الواقع لإخضاع ميليشيا الظلام للقيم والأعراف الإنسانية، وتخليص المنطقة من شرورها وإعادة الأمور في اليمن إلى نصابها والحق إلى أصحابه.