ذكرت في مقال سابق أن التفوق في مجتمعنا موجود من القدم وأقول اليوم، إن الإبداع أيضا من صفات هذا المجتمع وما نحتاج إليه هو إتاحة الفرصة للمبدعين من الشباب والشابات لإظهار إبداعاتهم، وقد تم ذلك الآن بدعم من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يخصص وقتا من برنامجه المزدحم لكي يجتمع ويستمع إلى إبداعات الجيل الجديد ثم يوجه باعتماد أفكارهم، وقد اختار عددا من لوحاتهم الفنية لتكون في المجالس وأماكن الاستقبالات الرسمية.
وقد روى بعض رواد الأعمال في جلسة خاصة معهم الأسبوع الماضي نماذج من هذه الأعمال وكان وصفهم لسعادة هؤلاء الشباب والشابات بعد قبول أعمالهم يبشر بجيل جديد مهتم بصناعة الإبداع في جميع المجالات، وأشار رواد الأعمال وهم الذين يجمعون المبدعين ويقدمون أعمالهم للجهات التي تحتاج إلى خدماتهم في مشاريعها. إن المبدعين من شباب وشابات في الوقت الحاضر لا يرغبون في العمل كموظفين، وإنما يشاركون كفريق عمل ينتقل من جهة إلى أخرى.
وهذا الأسلوب من أحدث أساليب العمل ولا سيما في الأعمال الإبداعية، وما دمنا نتحدث عن الإبداع والأفكار، فلا بد من الإشارة إلى مبادرة ديوان الابتكار من مؤسسة "مسك" التي تحظى برعاية واهتمام ولي العهد أيضا، حيث تقدم هذه المؤسسة فرصة فريدة من نوعها للشباب ليقدموا أفكارا إبداعية تسهم في إيجاد حلول فعالة لإبراز التحديات المجتمعية، ويتكون البرنامج من أربع مراحل تبدأ من اختيار التحديات ثم تقديم الأفكار والمبادرات والحلول المناسبة، وبعد غربلة الأفكار المقدمة يتم اختيار الأكثر تميزا منها مع مراعاة أن تكون قابلة للتطبيق والتنفيذ.
وفي المرحلة الأخيرة يتم تشكيل فرق مكونة من عدة أشخاص للعمل مع صاحب الفكرة للوصول إلى مرحلة التنفيذ. ويخوض الشباب خلال هذه المراحل تجربة فريدة تصقل مهاراتهم وتنمي قدراتهم في تطوير الأفكار وتطبيقها على أرض الواقع، وقد صمم هذا البرنامج لإشراك الشباب السعودي للمساهمة المجتمعية من خلال تطوير الجهود والابتكارات الفردية وتحويلها إلى مبادرة مكتملة الأركان لتحقيق الأثر المأمول.
وأخيرا: تحية للجيل الجديد الذي تفرغ لصناعة الإبداع وتحية لمؤسسة "مسك" التي تعمل بمهنية عالية لتحقيق أهداف كبيرة من أهمها إيقاظ الموهبة والإبداع في مجتمعنا حتى ظهرت إبداعات الشباب مع هذا التشجيع لهم، ولذا تركوا الوظائف لغيرهم ويبقى دور الجهات الحكومية والقطاع الخاص ليكونوا شركاء فاعلين في المسؤولية المجتمعية عن طريق دعم المبدعين، وإسناد الأعمال الإبداعية لهم بدل الاعتماد على تجار الشنطة القادمين من خارج الحدود على اختلاف جنسياتهم.