يقسم الباحثون الشيخوخة على النمط الفيزيولوجي والنمط المبكر (شيخوخة مبكرة) حيث يحدث ضمور وعجز في عمر مبكر، وهو يعتبر حالة مرضية، وتحدث الأعراض ما بعد 40 إلى 50 عاماً وهناك عناصر داخلية منها وراثية تؤثر في حدوث الكبر المبكر، والعناصر الداخلية يمكن أن تؤدي إلى حدوث تصلب الشرايين التاجية والدماغية، وكذلك مرض السكري وزيادة في نسبة الدهون في الدم، ونقص الفيتامينات والمعادن في الجسم بالذات فيتامين E.

هذه التغيرات تسمى بمتلازمة (الكبر المبكر)، ويظهر المرض بفقد الذاكرة المتطور وفقد التلقائية، ويحدث ضمور في المخ بفقد كبير في عدد الخلايا، كما يحدث تضخم في البطين الثالث والجانبي، حيث تحدث تغيرات فيزيولوجية وعضوية ابتداء من العقد الخامس، وهكذا يصبح العمر البيولوجي أكبر من العمر الزمني للإنسان.

أسباب الشيخوخة المبكرة متعددة؛ من أهمها التغيرات الفيزيولوجية والعضوية التي تحدث بالأمراض حين ظهورها مبكراً، وهناك الأسباب النفسية، وأيضاً التعرض للإشعاع النووي، وكذلك العادات الضارة مثل استعمال الكحول والتدخين، وتلوث البيئة، وقلة الحركة وضعف ممارسة الرياضة، والوضع الاجتماعي وما يتميز به من مؤثرات كثيرة خارجية تؤثر على متوسط عمر الإنسان، وكذلك الضغوط النفسية تؤدي إلى حدوث الكبر المبكر بارتفاع ضغط الدم، وأمراض الشرايين التاجية، مرض السكري.. إلخ، ويعتبر كذلك سوء التغذية من الأسباب المهمة في حدوث الكبر المبكر، ومن الأسباب المهمة في حدوث الكبر المبكر هو التدخين فقد تأكد أن الناس الذين يدخنون يصابون أكثر من غيرهم بأمراض الكبر المبكر، فحدوث جلطات الشرايين يحدث بمعدل 3 مرات عند المدخنين.

تنقص بالشيخوخة المبكرة القدرات الجسمانية في التأقلم على الظروف المختلفة، أيضاً تنقص القدرات الوظيفية في الأعضاء والأجهزة المختلفة في الجسم، وهذا تماماً كما يحدث في الكبر الفيزيولوجي، وقد أجريت بحوث كثيرة في الكبر المبكر بالمقارنة مع الكبر الفيزيولوجي وفي هذه البحوث درس النشاط البيوكهربائي للمخ، ونشاط القوى الدفاعية للجسم، وقد تأكد أن كل هذه المؤشرات تساوي عند مرضى الكبر المبكر ما يساوي بزيادة من 10 إلى 15 سنة لكبار السن بالكبر الفيزيولوجي، وفي هذه الحالة الوضع الصحي لا يناسب العمر الحقيقي ولذلك وجب استعمال مفهوم العمر الزمني والحيوي فالمريض بحالة صحية متدهورة يزيد عمره الحيوي بعشرة أعوام في المتوسط على عمره الزمني، ويستعمل هذا التقدير في تقييم الحالة الصحية والتشخيصة، ويلفت النظر أن الذين يموتون مبكراً يموت آباؤهم مبكراً أيضاً، وذلك يدل على أن العامل الوراثي له دور كبير في ذلك.

الكشف الصحي الروتيني مع العلاج الصحيح للحالات المرضية أمر مهم جداً، أيضاً الإجراءات الوقائية من الأمراض التي تقود للكبر المبكر مثل تصلب الشرايين التاجية والدماغية، مرض السكري وزيادة نسبة الدهون، فللوقاية والعلاج من الكبر المبكر قد تستعمل بعض الأدوية لمواجهة هذه التغيرات، وتحسن هذه الأدوية نشاط جسم المسن الذي به نقص فيتامينات ومواد معدنية وهذا يضعف القوى الدفاعية، ولذلك يجب تغطية هذا النقص باستعمال الفيتامينات، والمواد المعدنية والحوامض الأمينية لها دور كبير في الوقاية من الكبر المبكر.. وحتماً سيبقى نمط الحياة مهم جداً في استعادة الوضع الطبيعي للحياة الصحية السليمة، بالإضافة للاستقرار النفسي والاجتماعي.