نستحضر التاريخ والجغرافيا والثقافة وكل مكونات هذه الدولة القوية، ونكتب عنها بحروف الذهب.. ونحفظها في قلوبنا، ونحتفل بمناسبات العز والفخر.. ونعلم الأجيال ما كان وما نحن به وما سيكون، هذا ما يحدث هنا في المملكة العربية السعودية، فقد أصدر الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- أمراً ملكياً بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم "يوم التأسيس"، ويصبح إجازة رسمية.

إن هذا العهد الزاهر يركز على الإنسان السعودي في المقام الأول؛ لذا فتنمية حس الوطنية والمواطنة والمشاركة المجتمعية وتلمس احتياجاته أهداف تأتي في مقدمة اهتمامات القيادة، ومن هنا جاء الاحتفاء بيوم التأسيس اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، حيث ارتباط المواطنين الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود -طيب الله ثراه- قبل ثلاثة قرون، وبداية تأسيسه في عام 1727م للدولة السعودية الأولى التي استمرت إلى عام 1233م وكانت عاصمتها الدرعية، ولم يمض على انتهائها سبع سنوات حتى جاء الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود -طيب الله ثراه- عام 1824م، واستعادها وتأسست الدولة السعودية الثانية، التي استمرت حتى عام 1891م، وبعد انتهائها بعشر سنوات، قيض الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه- عام 1902م ليؤسس الدولة السعودية الثالثة، ويوحدها باسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في إرساء قواعد هذه الدولة العظيمة.

يتفق الجميع على أن المملكة العربية السعودية في عهد الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله– هي في أزهى عصورها في امتداد للدولة السعودية الثالثة، حيث تشهد تطورات وتغيرات في كافة القطاعات والمجالات ضمن رؤية 2030م ومستهدفاتها المعلنة، والتي بدأنا نلمس ونشاهد الإنجازات التي تتحقق وفق ما يجري على أرض الواقع، والتي تصب في مصلحة وطن الخير والعطاء.

إن يوم التأسيس مناسبة وطنية يجب أن نهتم ونحتفل بها، ونحن نفخر جميعنا بامتداد هذه الدولة العريقة على مدى الزمن، ويحق لكل سعودي أن يستشهد التاريخ وهو يرى كل ما يراه من عزة ورفعه وتقدم لوطنه العظيم المملكة العربية السعودية، كما أننا في هذا التاريخ نستعيد بطولات الأبطال الذين عملوا وساهموا على امتداد الدولة وتماسكها، وقد بنوا أساسات ما نحن فيه من تقدم وتطور ونماء.

إن يوم التأسيس يوم استثنائي غير عادي، يجب أن نعرف الأطفال والشباب به، وبما حدث فيه، ويجب أن نخبر العالم أجمع عن قصة رائعة ما زلنا نغزلها فصولاً في العزة والفخر، ونروي أحداثها من بطولات وتضحيات شخوصها قادة نعتز بهم، ونستمتع بهذه القصة الرائعة. ونقول للوطن في هذا اليوم "كل عام وأنت الوطن العريق القوي العظيم".