حين ينظر الباحثون إلى حاضر المملكة العربية السعودية يدركون أهمية البداية وصلابة التأسيس وقوة القيادة.

المملكة منذ تأسيسها ثم وحدتها تقدم تجربة فريدة في الوحدة والتنمية والتلاحم بين القيادات والشعب ونجاحا واضحا في القدرة على استثمار مواردها المادية والبشرية في مشروع تنموي شامل بدأ بالتعليم؛ ليكون أساسا لمسارات تنموية شملت مجالات الحياة المختلفة، تحقق الأمن وانطلق التعليم وتطورت الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية، وتزامن النمو الاقتصادي مع تنمية إدارية كانت بدايتها بسيطة حتى وصلت في الوقت الحاضر إلى مرحلة متقدمة ومتميزة في الفكر والأساليب والتقنية.

المكانة المتقدمة للمملكة سياسيا واقتصاديا وفي مسارات التنمية بشكل عام هي نتائج جهود عظيمة متتابعة أوصلت المملكة إلى مكانتها المرموقة بين دول العالم.

التعريف بتلك الجهود والاحتفاء بها واجب وطني لتقدير تلك الجهود والاعتزاز بها والاستفادة من دروسها وتعزيز الانتماء الوطني والوحدة الوطنية والحفاظ على المكتسبات والبناء عليها لمزيد من الازدهار والانجازات والحياة الآمنة الكريمة المنتجة.

في يوم التأسيس، أو في يوم الوطن يعتز المواطن بهويته وماضيه ويحتفي بقياداته ويفتخر بالحاضر وما تحقق ويتحقق من منجزات ومشروعات تنموية، يفتخر بوطن آمن يتحرك للبناء وليس للفوضى، يتغير للأفضل، يستثمر في الإنسان، لا يتدخل في شؤون الدول الأخرى، وطن سلام وتنمية وإنسانية، أمنه خط أحمر، يدافع عن أمنه ولا يعتدي على الآخرين. وطن يمد يد الدعم التنموي والإنساني دون تمييز، يعامل المقيم مثل المواطن، وطن يملك العراقة التاريخية، وينظم في الحاضر إلى صفوف الدول المتقدمة.

الموارد المادية لوحدها لا تتغلب على التحديات وتحقق الإنجازات، ولكنها القيادات السياسية المخلصة الواعية والفكر الإداري الذي تطور وتكيف مع المتغيرات والاحتياجات المتجددة.

في هذه المناسبات الوطنية تتكئ فرحة المواطن وافتخاره على لغة الحقائق والإنجازات الفعلية الملموسة على أرض الواقع وليس على لغة إنشائية، لغة الأرقام في الأمن والتعليم والرعاية الصحية وخدمة الحرمين الشريفين والتنمية الاجتماعية والاقتصاد ومسارات التنمية المختلفة هي لغة الحقيقة، من الطبيعي أن الكمال لا يتحقق لأي مجتمع لأن الكمال لله، لكن الطموح لا يتوقف والإنجازات مستمرة في كافة المجالات لأن ظروفها وشروطها متوفرة.