غيرت الاستثمارات العربية شكل وخارطة كرة القدم على مستوى الكرة الأوروبية، وفرضت هذا التغيير على الجميع، فلم تعد أحلام وطموحات اللاعبين تتوقف عند محطة ريال مدريد وبرشلونة، وإنهما القمة التي يسعى كل لاعب في العالم الصعود إليها، كي يحقق المجد الكروي، ونجد في تصريحات خافيير تيباس رئيس رابطة أندية الدوري الإسباني الذي يسعى بكل الطرق لاستعادة البريق المفقود لليغا بعد رحيل رونالدو وميسي، ضد باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي شعوراً بالمرارة بعد نجاحهما في التعاقد مع الفرنسي مبابي والنرويجي هالاند، متحججاً باستخدامهما القوة المالية لإقناع اللاعبين بضمهما!

وقد نشر حساب اقتصاد الشرق رياضة المتخصص في أخبار وتحليلات اقتصاد الرياضة ويسد فجوة في تسليط الضوء على الاستثمارات الرياضية عبر منصات التواصل الاجتماعي، أنفوغرافاً وضح مدى القدرة المالية للاستثمارات العربية في كرة القدم الأوروبية، وهو ما يعود بالقوة والنفع على هذه الأندية، فأكثر ثلاثة ملاك قدرة مالية بين المستثمرين في الأندية في العالم، هم عرب، حيث تصدر القائمة، صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي يستحوذ على نادي نيوكاسل الإنجليزي، وجاء في المركز الثاني هيئة الاستثمار القطرية التي تمتلك نادي باريس سان جيرمان، ويأتي في المركزالثالث الشيخ منصور بن زايد مالك نادي مانشستر سيتي!

لكن المال ليس كل شيء، فربما يكون ضخ المال مهماً جداً في عالم كرة القدم، وبالتأكيد الاستثمارات العربية فرضت نفسها، ونجحت في استقطاب كبار النجوم، لكنها أيضا وفرت عوامل النجاح، وحصدت ثمار ذلك كما هو حال مانشستر سيتي، فالنادي قبل عام 2012 لم يكن في رصيده سوى لقبين للبريمير ليغ، والآن في عام 2022 بات رصيده ثمانية ألقاب، وإجمالاً توج بـ17بطولة، وهو ما يوضح النجاح الكبير الذي حققته الإدارة الإماراتية منذ الاستحواذ على النادي في 2008، كما أنه كان قريباً من التتويج بدوري الأبطال في نسخة 2021 التي خسرها أمام تشيلسي في المباراة النهائية!

وربما تكون الطموحات في باريس سان جيرمان منذ استحواذ الإدارة القطرية في 2011 عليه أكثر من مجرد تحقيق لقب الدوري 8 مرات، وكأس فرنسا 6 مرات، ومثلها في كأس رابطة الدوري (أُلغيت في 2020)، بجانب 8 ألقاب في السوبر المحلي، بإجمالي 28 لقباً، لكنه كان على بُعد خطوة من تحقيق حلم دوري الأبطال في 2020 لولا خسارته على يد بايرن ميونيخ في المباراة النهائية، كل هذه الشواهد تؤكد أن نجاح المستثمرين العرب في الصعود لمنصة التتويج بدوري أبطال أوروبا مسألة وقت لا أكثر!