في يوليو/ تموز من العام الماضي، نشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) باليمن، تقريرًا مهمًا تحت عنوان "عندما يتعرقل التعليم: تأثير النزاع على تعليم الأطفال في اليمن"، حذرت فيه من أن عدد الأطفال المنقطعين عن الدراسة تجاوز مليوني طفل من البنين والبنات ممن هم في سن التعليم، حيث تسبب الفقر والنزاع وانعدام الفرص في توقفهم عن الدراسة، ويعادل هذا الرقم ضعف عدد الأطفال المنقطعين عن الدراسة عام 2015 عندما بدأ النزاع.

وسلط التقرير في حينه الضوء على حقيقة أن انقطاع الأطفال عن الدراسة يتسبب بعواقب وخيمة سواء على حاضرهم أو مستقبلهم، وهم أكثر عرضة لممارسات الإكراه على عمالة الأطفال أو تجنيدهم في القتال، حيث تم خلال السنوات الست الماضية تجنيد أكثر من 3600 طفل في اليمن.

من الأمور التصحيحية الاستراتيجية الجديدة التي عمل عليها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن‬، بقيادة مشرفه العام السفير محمد آل جابر، هو اهتمام البرنامج ببناء المدارس وإعادة ترميم بُنيتها التحتية؛ في محاولة تنموية عميقة لعدم الزج بالأطفال في جبهات القتال.

ما دفعني للكتابة حول الموضوع هو قيام البرنامج بوضع حجر الأساس لمشروع إنشاء مدرسة الوحدة المشتركة النموذجية بقرية ميلات في مديرية جبل حبشي بمحافظة ‫تعز‬، والتي ستحوي 12 فصلًا دراسيًا، دعمًا لفرص التعليم والتعلم، وتلبية حاجات التعطش المعرفي للطلبة، وتيسير الحصول على التعليم الجيد.

هناك جهود كبيرة يبذلها السفير آل جابر وفريقه من خلال مشاريع ومبادرات البرنامج السعودي لتنمية إعمار اليمن الداعمة لقطاع التعليم من ذلك إنشاء وإعادة تأهيل المدارس والجامعات، ومن ذلك: مشروع تطوير جامعة إقليم سبأ، وإنشاء 23 مدرسة نموذجية ومركز للموهوبين، تحتوي على فصول دراسية ومكاتب إدارية وغرف للكوادر التعليمية، ومعامل الكيمياء، وأخرى للحاسب الآلي، وملاعب لكرة السلة والطائرة، تم تجهيزها بأحدث المواصفات التي تمنح الطلاب والطالبات بيئة تعليمية جيدة، وتدعم الأنشطة اللاصفية التي تفعل الابتكار والإبداع.

ومن البرامج التعليمية النوعية الأخرى، إطلاق مبادرة تنفيذية حملت عنوان (التعليم من أجل التنمية)، التي تقوم على ابتعاث الطالبات والطلاب اليمنيين للدارسة خارج اليمن، كما تشمل مشاريع البرنامج توفير 26 من حافلات النقل التعليمي، ومشروع طباعة وتوزيع نحو 550 ألف كتاب مدرسي. ويعد هذا المشروع ضمن (207) مشروعات ومبادرات تنموية نفذها البرنامج السعودي لتنمية إعمار اليمن في مختلف المحافظات اليمنية خدمة للأشقاء اليمنيين في (7) قطاعات حيوية ومهمة، وهي: التعليم، والصحة، والمياه، والطاقة، والنقل، والزراعة والثروة السمكية، وبناء قدرات المؤسسات الحكومية، بالإضافة إلى البرامج التنموية.

السؤال المركزي اليوم هل ساهمت مشاريع ومبادرات البرنامج السعودي لتنمية إعمار اليمن في قطاع التعليم؟ الإجابة بالتأكيد هي "نعم" بل ونجحت في خلق بيئة تعليمية جيدة، والإسهام في خلق تكافؤ فرص التعليم بين الجنسين، وتوفير فرص التعليم والتعلم لعشرات الآلاف من الطلاب والطالبات، تحت شعار "نبني الإنسان.. ونعمّر المكان"، وإذا أردتم الاستفاضة في مشاريع البرنامج التعليمية فعليكم زيارة الموقع الإلكتروني للبرنامج ليعرف القاصي والداني ما تفعله السعودية من أجل استقرار اليمن.. دمتم بخير.