تابعتُ كلمةَ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، في قمة منتدى تغير المناخ، وشدت انتباهي الخلفية التي كان سموه يتحدث أمامها، وضمنها كانت هناك شجرة خضراء وسماء صافية وماء رقراق، وهي رسالة شديدة الإيحاء وقوية التعبير، إذ تؤكد بلسان فصيح ضرورةَ الحفاظ على البيئة النظيفة والمناخ السليم والحياة الفطرية الخالية من الشوائب والتهديدات.

وهو يخاطب الرؤساءَ والقادةَ وأصحابَ القرار، حثَّ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد العالَمَ على ضرورة الحفاظ على سلامة المناخ واستدامة البيئة، في كلمة مؤثرة وموجزة وعميقة، دعا من خلالها إلى تضافر جهود المجتمع الدولي سعياً لترسيخ قيم السلم المجتمعي والسلام العالمي. كما دعا قادةَ العالَم لحضور مؤتمر عالمي بهذا الخصوص تحتضنه دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2023.

وقال سموه: إن الإمارات استثمرت 50 مليار دولار في الطاقة النظيفة، حرصاً منها على مواجهة التغيرات المناخية. وحين نلقي نظرة على سياسة الإمارات في مجال الاستدامة، نجد أنها أخذت على عاتقها مسؤوليةً كبيرةً في هذا المجال منذ وقت مبكر، وذلك بالحفاظ على البيئة والحياة الفطرية والمناخ المعتدل.. وكان هذا أحد الاهتمامات الرئيسية لديها منذ أن تأسست على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إذ كان، رحمه الله، صاحبَ نظرة بعيدة ورؤية ثاقبة. واستمرت دولة الإمارات على هذا النهج في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه.

وتنامى هذا الاهتمام في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حيث أكّد سموه على نهج الاستدامة البيئية في جميع المجالات، وأطلق أكثر من مبادرة ومؤتمر وندوة حول استعداد الإمارات للمستقبل واستقرائه واستشرافه مع تركيز الاهتمام على الطاقات البديلة والنظيفة.. وكل ذلك لمواجهة التغير المناخي وبغية التصدي لمخاطره وتداعياته.

ونجد أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد طالب في كلمته أمام القمة بمضاعفة الجهود العالمية في مواجهة التغير المناخي الذي يهدد البشرية بأسرها، وهي مسؤولية عالمية كبيرة، يجب على الجميع أن يدركها ويتفاداها، لاسيما في عصر الحروب والتقلبات المناخية والتلوث البيئي جراء أعمال الإنسان وبعض ممارساته الملوِّثة للبيئة.

وسبق لسموه أن تحدث حول هذا الشأن في أكثر من محفل، داخل الدولة وخارجها، حيث اهتم سموه مبكراً بالبيئة وأدرك مخاطر التغير المناخي وما ينتج عنه من تقلبات، ومن هنا جاءت كلمته المهمة في المنتدى العالمي الأخير، لتعكس رؤيةً واضحةً تضع الأمور في نصابها الحقيقي.

وهناك تكامل في المشروع التنموي الحضاري الإماراتي بين الإقلاع بالاقتصاد عبر تنويعه ونقله نحو مرحلة اقتصاد المعرفة، وبين الاهتمام بارتياد الفضاء واكتشاف عوالمه وتطوير تقنياته، وبين امتلاك الأنظمة التكنولوجية الكونية الأكثر تطوراً وتقدماً.
ومن هنا ينبع اهتمام العالَم بمبادرات دولة الإمارات وبدورها الفاعل ومساهماتها الرائدة ومشاركاتها الدولية الفاعلة والمؤثرة.. فقد استطاعت الإمارات أن تتخطى الصعاب والعوائق وأن تصل إلى الفضاء انطلاقاً من الصحراء، وذلك في فترة زمنية وجيزة بمقياس أعمار الدول، وبات سجلها حافلا بالإنجازات في مجال العمل البيئي المناخي الفاعل والناجح باستمرار.