، والنازحين في كثير من المناطق. وبالرغم من جائحة «كورونا» التي أجبرت الكثير من الدول المانحة على فرض قيود داخلية، وأجبرتها على إغلاق حدودها أمام الكثير من العمليات الإنسانية، إلا أن دولة الإمارات استمرت في عطائها، وبقيت يد الخير ممدودة على اتساع العالم في تقديم العون للمحتاجين، مؤكدة التزام دولة الإمارات الكامل بدعم الأعمال الإنسانية دون تمييز بين لون أو دين أو عرق، وذلك من منطلق إيمانها بالسلام والتسامح والمحبة والعطاء.
للأسف يبلغ عدد اللاجئين حول العالم حسب إحصائيات وتقارير الأمم المتحدة نحو 90 مليون شخص، وذلك جراء الحروب والعنف والاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان، ويبقى العدد في تزايد، ويبقى بالمقابل الدعم الإنساني قليلاً محدوداً لهذه الفئة التي تذوق الحرمان يوماً بعد يوم. ففي كثير من المخيمات يولد أطفال وينشأون دون تعليم أو صحة أو حتى حياة كريمة، ويكبرون في هذه المجتمعات الأكثر فقراً وتهميشاً.
وقد وضعت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات الإنسان في المقام الأول، وذلك منذ نشأة دولة الإمارات، منذ وضع حجر أساس العمل الخيري المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان القائد المؤسس، طيب الله ثراه، الذي كان يحرص كل الحرص على تقديم يد العون للمحتاجين حول العالم. وقد قال في إحدى المناسبات كلماته التي تكتب بماء من الذهب: «إننا نؤمن بأن خير الثروة التي حبانا الله بها يجب أن يعم أصدقاءنا وأشقاءنا»، واليوم نرى نهج زايد الخير ينتقل من خير خلف لخير سلف، تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل، لتستمر مسيرة دولة الإمارات في هذا العمل الإنساني والخيري. وتعتبر دولة الإمارات في مقدمة الدول المانحة للمساعدات، وقد احتلت المركز الأول عالمياً كأكبر مانح للمساعدات الخارجية في العالم لعدة سنوات.
ومن منطلق الدور الإنساني تجاه الدول الصديقة، والاستجابة السريعة للأزمة الأوكرانية، دشنت دولة الإمارات منذ بداية الحرب جسراً إغاثياً إلى أوكرانيا، وذلك عبر عشرات الطائرات التي حملت مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية لتخفيف المعاناة التي يمر بها الشعب الأوكراني، والتخفيف من تداعيات الأزمة الإنسانية التي يعاني منها، وقد تمكنت هذه المساعدات من تلبية الاحتياجات الرئيسية، لتؤكد دولة الإمارات بذلك التزامها الكامل بدعم اللاجئين حول العالم مع شركائها من المنظمات الدولية.
وعلى صعيد دعم اللاجئين العرب، تمكنت دولة الإمارات من دعم اللاجئين السوريين منذ اندلاع الأزمة السورية في مخيمات وأماكن تواجدهم، وقد حملت على أكتافها تقديم الدعم المتواصل والمستمر إلى اللاجئين، وقدّمت منذ أكثر من 12 سنة أكثر من 2.1 مليار دولار إلى الإخوة اللاجئين السوريين، سواء داخل سوريا أو خارجها في دول عدة مثل الأردن ولبنان والعراق واليونان، وذلك لتوفير الغذاء والإيواء والرعاية الصحية وإنشاء المستشفيات الميدانية والمخيمات، إلى غير ذلك من وجوه الدعم التي خففت عن اللاجئين السوريين، ووفّرت لهم الحياة الكريمة، وأيضاً دعمت دولة الإمارات خلال العقود الماضية اللاجئين في كل بقاع الأرض، سواء الإخوة العرب أو اللاجئون في إفريقيا أو أوروبا، فكانت هذه الأعمال الإنسانية الجليلة التي تقدمها دولة الإمارات بمنزلة شريان حياة لهؤلاء.
وقد شهدت السنوات الماضية دعم دولة الإمارات للاجئين بالتعاون مع المنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والتي تتخذ من مدينة دبي مقراً لها ولعملياتها الخارجية، وقد ساهمت هذه العمليات التي تنطلق من دولة الإمارات في إنقاذ حياة كثير من اللاجئين حول العالم، لتكون دولة الإمارات بذلك منارة للعمل الإنساني.