باتت فاشنستاتزم ظاهرة على أرض الواقع كويتياً وخليجياً، بعدما كانت نشاطا فرديا للبعض تحولت اليوم إلى سباق اجتماعي جماعي من الجنسين، من دون تنظيم رسمي في الكويت تحديداً لهذا النشاط الآخذ في الانتشار بسرعة لافتة ومقلقة عموماً.

فاشنستاتزم نسبة إلى ما هو معروف بالفضاء الإلكتروني «فاشنستات»، هي ظاهرة برزت وسط جدل فني وإعلامي وتجاري وقانوني لها.. حملت الكثير من الاستفهام المشروع في شتى الاتجاهات ومدى تأثيرها السلبي والايجابي على الناس بمختلف المستويات والفئات العمرية والدولة أيضا.

وصف الفنان السعودي المبدع ناصر القصبي ظاهرة فاشنستاتزم، بأنها «قراشيع»، بالعامية الخليجية، وهو تعبير عن الأشياء التي لا قيمة لها، مما حفزني إلى إطلاق فاشنستاتزم كظاهرة غير فنية في الكويت والخليج عموماً.

كان حديث الفنان السعودي القصبي عميقاً من نواح فنية ومن خبرة ممتدة لسنوات طويلة في التمثيل الدرامي، عبر فضاء بود كاست مسلسل #العاصوف الرمضاني، حيث انتقد بصورة عقلانية ورصينة فاشنستاتزم العَجَلة التي ترافق هذا النشاط الجديد إعلامياً وتجارياً واجتماعياً.

تذكرت بعد سماع رأي الفنان القصبي الأخبار عن شبهات غسل أموال لما يسمى بـ«الفاشنستات» وعلاقة البعض في قضايا قانونية مختلفة، فقد كنت على قناعة بأن المعنيين بهذا النشاط الحديث في وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي سيكون الحظ لمصلحتهم وليس ضدهم.

يعتبر «الفشنستات» Influencers عملاً جديداً، إن لم يكن نشاطاً عشوائياً، فرضته ظروف وتطورات منصات التواصل الاجتماعي المختلفة عبر الانترنت، وتطبيقات كسناب شات وأنستغرام وغيرهما، لكن ربما لم يندرج تحت مظلة الدعاية والإعلان، لذا التراخيص التجارية والتنظيمية لم تطل هذا الميدان!

فاشنستاتزم أصبحت ظاهرة كويتية وخليجية وعربية وأجنبية حتى وصلت إلى قارات متنوعة ورائجة بلغات مختلفة، لكنها في الكويت تحولت إلى مصدر رزق يضاهي المحترفين في ميدان الدعاية والإعلان والإعلام ككل كما هو ربما في دول خليجية مجاورة.

ربما العامل المشترك النسائي بين الفشنستات هو جمال الشكل والملامح والأناقة بحسب متابعة متواضعة وسريعة لبعض الأسماء والوجوه، وكذا الحال بين الذكور ذوي السمات والخصال نفسها مع فتل للعضلات والتعليقات الساخرة والاستهزاء في كثير من الاحيان!

تابعت لقطات سريعة لعدد من الأسماء والوجوه من الجنسين، ووجدت أنه ليس هناك مادة علمية ومهنية، باستثناء القدرة على الحديث الطريف حيناً، والترويجي بأساليب متنافسة بين عوالم فاشنستاتزم حيناً آخر.

الذكور من محيط عوالم الفنشستاتزم، تداخلت عوامل مشتركة بينهم.. بين متحدث يُفضّل العامية وآخر ساخر بطرافة، في حين تميز آخرون في معلومات وهي عبارة عن تسريبات لمعلومات رسمية لأغراض وأهداف فردية وجماعية، حتى بلغت الميدان السياسي والحكومي بامتياز!

اختنقت ذاكرة الهواتف الذكية من رسائل واتساب وصور وفيديوهات معظمها ربما غير سليمة بسبب كسل حكومي في التعامل السريع مع بيانات مغلوطة أو مشوهة ومُحرفة، وهي ظاهرة ليست غريبة على حكومة اعتادت على الصمت والتنازل عن دورها التنظيمي والرقابي!

المثير للانتباه تدافع واهتمام أفراد من الشرطة والأمن إلى تصوير مشاهد عامة وحوادث، منها ما شهدته ساحة الإرادة مؤخراً من وقفات تضامنية واحتجاجية، والسؤال هنا: هل التصوير بتوجيهات رسمية؟ أم أنها هواية وشغف! اتمنى ألا تنتقل ظاهرة الفشنيستات إلى الجهاز الأمني.