أديت الحج قبل حوالى 10 سنوات، ومما أتذكره أن شاباً سعودياً تبدو عليه سمات طالب العلم جاء إلى خيمتنا لزيارة أخيه، ولفت انتباهي أنه يتباهى بأنه يحج منفرداً دون الالتحاق بأي حملة كما تفرض أنظمة الحج، أي أنه كان حاجاً متسللاً مخالفاً، قلت له وقد استفزني تباهيه: كيف ترجو أجر حجك وأنت تخالف أمر ولي الأمر والقانون؟! فكان جوابه الأكثر استفزازاً أنه يفعل ذلك في كل عام وسيواصل فعله!

مثل هذا الحاج المخالف، لا يدرك المعاني الحقيقية لأداء فريضة الحج، فهو وقد أدى فريضته في السابق يكرر حجه كل عام بطريقة مخالفة للنظام ويرى أن فعله فوق القانون، مما يدل على جهل لم يبدده طلب العلم!

اليوم تشدد الدولة مع إجراءات واحترازات كورونا رقابتها على تسلل الحجاج المخالفين، وقد انخفض عددهم كما بينت الأرقام التي أعلنها قائد قوات أمن الحج الفريق محمد البسامي، حيث بلغ عدد من تم ضبطهم من المواطنين والمقيمين 63 شخصاً، بينما تم ضبط 2062 مخالفاً لأنظمة الإقامة، أي أنهم جمعوا بين مخالفة نظام الإقامة ومخالفة الحج، بينما تم رصد 99792 مقيماً لم يحصلوا على التصاريح اللازمة لدخول مكة المكرمة، وهي تصاريح تمنح لمن يعملون أو يعيشون داخل مكة، أما عدد السيارات التي تم ردها من منتصف الطريق فبلغت 69663 سيارة تنقل أشخاصاً غير مصرح لهم!

قد تبدو بعض هذه الأرقام مزعجة لكنها في الحقيقة مطمئنة وتعطي مؤشراً على يقظة أجهزة أمن الحج وفاعلية إجراءاتها وكفاءة أدائها في ضبط المخالفين!

أخيراً أعلق على تندر البعض من أن غرامة مخالفة نظام الحج البالغة 10 آلاف ريال أقل من تكلفة حملة الحج، بأن من يضبط سيخسر قيمة الغرامة ولن يكسب الحج، وفي كل الأحوال نجح أو فشل.. سيكسب الإثم ويخسر الأجر!