لقد كان تحليل الأعمال يركز في السابق على تقنية المعلومات فقط، لكن أصبح هذا المفهوم في الوقت الحاضر منصبا على تطوير منتجات وخدمات نوعية. ومنذ أن بدأت مهنة تحليل الأعمال بالتطور والنمو في المنظمات، تداخلت المهام بين مديري المشاريع ومحللي الأعمال، كما ذكر الدكتور روبرت ويسوكي، مستشار إدارة المشاريع، في كتابه «محلل الأعمال / مدير المشروع: شراكة جديدة لإدارة التعقيد وعدم اليقين». في الواقع، إن مدير المشروع مسؤول عن تسليم المنتجات والخدمات في الوقت المحدد وفي حدود الميزانية، بينما يقوم محلل الأعمال على بناء المنتج والخدمة وفقا للمتطلبات بالشكل الصحيح، ولذلك يتواصل بكثرة مع أصحاب المصلحة ويطلع على اتجاهات السوق والعملاء.
وضعت الدكتورة بيني بولان، تمييزا جميلا في دور مدير المشروع ومحلل الأعمال في بحثها، " التداخل بين تحليل الأعمال/ إدارة المشروع وكيفية التغلب عليه" في أن مدير المشروع يركز على "نطاق المشروع" بينما يركز محلل الأعمال على"نطاق الحل". لكن في حالة المنظمات التي يطلب فيها من الفرد أداء كلا الدورين، سيكون ثمة جدل ونقاش داخلي بسبب وجود تداخلات عند أداء أدوار مدير المشروع ومحلل الأعمال، ويجب أن تتنبه المنظمة منعا لأي تضارب. وعندما يكون هناك مدير مشروع ومحلل أعمال، فإن العلاقة بينهما يجب أن تكون ديناميكية، لأنه لا يوجد نموذج أو منهجية واحدة تناسب جميع المشاريع.
والمدهش أن الدكتورة بيني بولان ذكرت في استطلاع رأي، في أحد أبحاثها في 2015 حول العلاقة بين مديري المشاريع ومحللي الأعمال، وخلصت إلى أن معظم مديري المشاريع لم يعملوا مع محللي الأعمال من الأساس. بل إن بعض المديرين يجهل من أن تحليل الأعمال قد يكون له دور في المشروع. لذلك تأتي الحاجة إلى تحديد مهنة محلل الأعمال من حقيقة أن هناك نقصا في المعرفة أو الثقافة عندما يتعلق الأمر بدور مشروع تحليل الأعمال، وعليه نرى أهمية فهم درجات الاختلافات والتشابه بين إدارة المشاريع وتحليل الأعمال في المنظمات، وهنا تكمن أهمية تعريف مهنة مدير المشروع ومحلل الأعمال بكل دقة في الوصوف الوظيفية.
إن الغرض من وجود كل من إدارة المشروع وتحليل الأعمال هو إضافة قيم محددة إلى المنظمة من خلال تحقيق أهداف المشروع، التي تعد بمنزلة الأدوار الاستراتيجية لشركات اليوم. وبحكم تداخل المهام بين مديري المشاريع ومحللي الأعمال، من الضروري التواصل والتعاون بين مدير المشروع ومحلل الأعمال، ووفقا لمعهد إدارة المشاريع في أحد منشوراته في 2016، فإن 67 في المائة من أداء المنظمات العالي هو نظير التعاون المميز بين مديري المشاريع ومحللي الأعمال.
لكن قد نرى توترا صحيا بينهما ما يؤخر نجاح العلاقة، وبالتالي نجاح المشروع نفسه. ومن أجل إنجاح العلاقة بينهما، نرى أهمية مواءمة أنشطة إدارة المشروع وتحليل الأعمال، ما يحفز مديري المشروع ومحللي الأعمال أن يكونوا قادة بالدرجة الأولى والعمل جنبا إلى جنب واستكشاف عوامل التكامل والتعاضد. وهذه الطريقة يمكن أن تكون مفيدة في مجالات مثل إدارة المخاطر والاتصال.
إن التعاون والتواصل بين مدير المشروع ومحلل الأعمال سيحقق النجاح ويطور فهما مشتركا، لكن يتطلب الأمر توضيح أدوار ومسؤوليات كل من محللي الأعمال ومديري المشاريع في المنظمات. بينما نرى ضرورة تعريف هذه الأدوار من قبل المنظمة، يجب على مديري المشاريع ومحللي الأعمال تكييف نهجهم ومواءمته وفقا لأساس المشروع بحكم المراس والاحترافية التي يجب أن يتميزوا بها. وبالفعل، فلا يزال مفهوم إدارة المشاريع وتحليل الأعمال قابلا للبحث والتطوير والنمو في الأعوام المقبلة، وقد نرى تغيرا فكريا وثقافيا فيها.