أيا يكن نمط حياتك الرياضي؛ فإن للبيلاتس رونقها. قد يكون هذا الاسم متداولاً لدى الرياضيين من الجنسين لكن بالتأكيد أن هذا العالم مغرٍ جدا للتعلم والتعرف والاحتراف، فهو النسخة الأجمل من القوة النفسية والعضلية، بل يسمونه في بعض الأحيان بعلم التحكم! لأنه ببساطة يعني أن يسيطر عقلك على جسدك. في مطلع عام ٢٠١٩ كتبت (سنة أولى حديد) هنا في «عكاظ»، وكنت أناقش البعد الثقافي في ممارسة الرياضة والعوائق الاجتماعية التي كانت تعاني منها النساء في القديم، اليوم ومع انتشار الأندية الرياضية أجد أنها فرصة جيدة للتحدث عن أنواع رياضات مختلفة والبيلاتس بالتحديد الذي يعتبر من أكثر التمارين التي تستهوي عارضات الأزياء العالميات بشكل خاص والرياضيين بشكل عام.

يعود أساسها كنمط للألماني جوزيف بيلاتس في عام ٢٠٠٥ ويصل عدد الأشخاص الممارسين للرياضة بشكل منتظم لأكثر من ١٤٥ مليون شخص حول العالم ويوجد أكثر من ١٨٠ ألف نادٍ وصالة خاصة بها، وتصل قيمتها السوقية لأكثر من ١٠٠ مليار دولار في العام الواحد، بل يتطلب الحصول على شهادة مدرب بيلاتس حضور ساعات تدريبية كثيفة ويخضع لتقييم دوري، لذا فإن الأندية التي توفرها بالمملكة تعتبر متقدمة بلا شك وتحترم رغبات العملاء.


للبيلاتس مبادئ عديدة أهمها؛ التنفس الصحيح، التركيز، والتحكم. رغم تفوق اليوغا من وجهة نظري في تحسين التنفس إلا أن البيلاتس والتمدد بشكل عام يسمح للفرد بإعادة استكشاف نفسه من خلال تنفسه! فأنت ستلاحظ كيف أنك لا تلتقط أنفاسك بالشكل الصحيح أو تكتمها أو تختنق بها، واللافت أن غالبية من يحضرون للكلاسات يتفقون أننا لدينا بالفعل مشكلة في أخذ الهواء خاصة من الأنف، ولا أعلم إن كانت هناك علاقة للأتربة أو ربما الصحوة!

بكل حال، يوتيوب مليء بالفيديوهات التعليمية للتمارين السابق ذكرها، والتواجد بين أوساط واعية يساعدك أكثر في تحسين الاتزان واكتساب القوة وسترى كيف ستنعم بنوم مريح وعقل صافٍ وقوام منحوت ومتسق بل ستتحسن الكثير من الإصابات الخاصة بالظهر، وستزداد مرونتك النفسية والجسدية بلا شك. لكن للتذكير أن ممارسة الرياضة أياً كان نوعها وحدها دون نظام غذائي صحي متزن غير كافٍ، مراقبة كمية المياه مهمة، كذلك نمط الحياة بشكل عام.

عقرب، شمعة، طفل، حمامة أياً كان اختيارك في صفوف الاسترخاء فإن إلقاء رأسك تجاه الأرض واتصالك مع نفسك لحظة كافية لمنحك قوة وطاقة للاستمتاع بيومك ومن المهم التأكيد أن اليوغا وأخواتها تشبه بحركاتها كثيراً نمط (الصلاة) الذي أكرمنا الله -عز وجل- به منذ ١٤٠٠ عام كمسلمين، بل أجد أنها تزيد من الوعي الحسي لدى الأجيال الجديدة بقيمتها، وكيف أن هذا التركيز والهدوء ملهم ومريح، استشعار عالمية هذا الدين ورقي وريادة ممارسته أجد أنه أمر ممتع والحمدلله على نعمه جميعها، دمتم بصحة وسعادة وراحة بال.