في الزمن الجميل في الماضي قبل خمسة عقود وفي بيئة تعيش حياة متواضعة كانت الكلاب لها دور كلب صيد أو ماشية أو حراسة أما اليوم تغير الحال، في الماضي عرف السعوديون تربية الطيور في منازلهم، لكن الجديد حاليًا هو اتجاه بعضهم في اقتناء الكلاب والقيام برعايتها.

هل هذا ترف أم تقليد أعمى لبعض الدول؟!. أليست الكلاب محرمة؟!، ويقولون إن ملائكة الرحمة لا تدخل مكان فيه كلب بشرط ألا يكون كلب صيد أو حراسة. وقد قال نبي الله -صلى الله عليه وسلم-: من اقتنى كلبًا إلا كلب صيد أو ماشية أو زرع فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان. عيادات بيطرية ومقاهٍ تسمح بدخول الكلاب، وكلاب تركب السيارات الفارهة، وكلاب تتنزه مع ملاكها. أهي هواية لدى شريحة معينة من المجتمع؟!. الكلب يحتاج إلى الطعام المخصص له والماء النظيف على مدار الساعة ورفقة واهتمام من صاحبه يوميًا، يجب أن يمشي ويلعب لكي يفرغ طاقته ولا يشعر بالاكتئاب وهذا يكلف المال والوقت والجهد.

للكلاب أسعارٌ متفاوتة حسب النوع والأصل، شيتز، مالتيز، هاسكي، بومرينيان. والمزيد من أسماء الكلاب التي قد يصل سعرها أكثر من عشرين ألف ريال ربما أكثر. وللكلاب أمراض مختلفة حسب فصول السنة ومن تلك الأمراض الجلدية والتهاب الأذن والتهاب المسالك البولية الطفيليات التسمم وعلاجها مكلفٌ في العيادات البيطرية. بالتأكيد لا تهم وليس لها أي أعباء لمن يقتني الكلب في بيته. تساءلت لماذا بعضهم يكره الكلاب مع إنها في بعض الدول دليل الترف.

حذر الأطباء من مس الكلاب ومداعبتها والتعرض لفضلاتها أو لعابها؛ لأنه يزيد خطر الإصابة بالعمى فكيف من يعانقها وربما يقبلها. وقد كشف العلماء في لعاب الكلب وفى دمه وفي وبره مأوى للجراثيم والفيروسات، وهو ما حذر منه النبي صلي الله عليه وسلم عندما قال «طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب». شخصيًا وفي دول بعض شرق آسيا رأيت من يبيع الكلاب الصغيرة في مواقع جميلة من أجل أكلها، بشر متناقضون في تصرفاتهم وتعاملهم مع الكلاب. الكلاب وفية هذا متعارف عليه تاريخيًا لكن ليس داخل البيت «أنت كالكلب في حفاظك للودّ وكالتيس في قراع الخطوبِ».

هل اقتناء الكلب في البيت أهو ترف أم تقليد أم ماذا يسمونه من يربونه ويعتنون به؟!، سؤالٌ لا أعرف إجابته وليتني أعرف. هل تربية الكلاب من ثقافتنا؟ أرى أنها ثقافة جديدة تصطدم بشريعتنا وقيمنا وأخلاقنا وهناك من يري العكس وهذا شأنه. لست من محبي الكلاب ولكنني أتساءل هل هناك ضوابط لنقل الكلاب الأليفة ورعايتها وعلاجها وتنزهها في الأماكن العامة ومحافظتها على البيئة والسفر به للخارج وهل هناك مقاهٍ تسمح بدخول الكلاب مع أصحابها. ويبقى السؤال أهو ترف أم تقليد؟!